البرتغال: مصرع 17 شخص في حادث انقلاب ترام كهربائي في لشبونة

أعلنت السلطات البرتغالية، عن مقتل 17 شخصًا في حادث مروع، بعد خروج ترام كهربائي عن مساره وانقلابه في أحد أحياء العاصمة لشبونة. ووصفت الحكومة هذا الحادث بأنه "الأسوأ في التاريخ الحديث للمدينة"، فيما أعلنت أن يوم الخميس سيكون يوم حداد وطني على أرواح الضحايا.
وقدّم الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا تعازيه الحارة لأسر الضحايا والمصابين، مؤكدًا تضامنه مع العائلات المتأثرة بهذه الكارثة الإنسانية، ومشدّدًا على أن الدولة ستقف إلى جانبهم في هذا المصاب الأليم.
وصرح المعهد الوطني للطوارئ الطبية في بيان رسمي، إن خمسة من المصابين في حالة حرجة، بينهم طفل صغير، فيما لم يتم الإعلان عن العدد الكامل للمصابين حتى اللحظة. وأشار البيان إلى أن من بين الضحايا والمصابين عدد من السياح الأجانب، حيث كان الترام مكتظًا بالركاب في ساعة الذروة.
كما أظهرت صور ومقاطع فيديو بثّتها وسائل إعلام محلية، الترام ذو اللونين الأصفر والأبيض مقلوبًا على جانبه وسط شارع ضيق، بعد أن انحرف عن مساره أثناء نزوله من تلة شديدة الانحدار.
وكشف شهود عيان إن الترام كان يندفع بسرعة غير طبيعية نحو الأسفل، و"بدا وكأنه فقد السيطرة تمامًا قبل أن يصطدم وينقلب بشكل مأساوي".
من جهته، أكّد عمدة لشبونة، كارلوس موداس، خلال تواجده في موقع الحادث، أن العاصمة "في حالة صدمة وحداد"، واصفًا الحادث بـ"المأساوي وغير المسبوق".
وأضاف:"إنها مأساة لم نرَ مثلها من قبل. القلوب مكسورة، ونفعل كل ما في وسعنا لدعم عائلات الضحايا".

بدء التحقيقات بعد انتهاء عمليات الإنقاذ
وصرحت الحكومة البرتغالية في بيان رسمي إن التحقيق في أسباب الحادث سيبدأ فور انتهاء عمليات البحث والإنقاذ. كما رجحت مصادر ميدانية أن السرعة الزائدة والانحدار الشديد قد يكونان سببين رئيسيين وراء خروج الترام عن السيطرة.

الترام.. من أيقونة سياحية إلى فاجعة وطنية
ويُعد الترام الذي تعرض للحادث يعود تصميمه إلى القرن التاسع عشر، من أشهر المعالم السياحية في لشبونة، إذ يقصده آلاف الزوّار سنويًا للاستمتاع بجولة عبر الأزقة القديمة والتلال المنحدرة. لكن هذا الرمز التاريخي تحول في لحظات إلى مسرح للدمار والدموع، في مشهد سيبقى محفورًا في ذاكرة المدينة.
في الوقت نفسه، تستعد لشبونة ليوم الحداد الوطني الخميس، حيث ستُنكّس الأعلام وتُقام مراسم تأبين، فيما يستمر العالم في إرسال رسائل التعزية والمواساة لشعب البرتغال.