إسرائيل تكشف عن «خريطة عثر عليها في جيب» السنوار.. ما القصة؟

كشفت القناة 12 العبرية أن قوات الجيش الإسرائيلي عثرت على "ورقة صغيرة ملوثة بالدماء" في جيب يحيى السنوار، زعيم حركة حماس في غزة، بعد مقتله في رفح خلال عملية وُصفت بأنها "الأكثر تعقيدًا منذ اندلاع الحرب".
تلك الورقة، التي وصفها الإعلام العبري بأنها "أثر أخير لشبح الأنفاق"، احتوت على رسم تخطيطي يحتوي رموزًا وخطوطًا متعرجة يُعتقد أنها تشير إلى شبكة أنفاق سرية وملاجئ بديلة، مع أسماء رمزية تشير إلى أماكن محتملة لانسحاب القيادات أو التخفي داخل القطاع.

وأكدت القناة أن السنوار رسم الخريطة بيده، لتكون "خطة طوارئ" في حال تعرضت القيادة لأي خطر مباشر، مضيفة أن العثور عليها كان بمثابة "شهادة على نهاية مطاردة طويلة".
تحركات تكتيكية
خلال أشهر الحرب، ظل يحيى السنوار مختبئًا تحت الأرض، معتمدًا على شبكة الأنفاق المعقدة التي بنتها حماس، والتي وفرت له تحركات تكتيكية دون أن ترصده الطائرات أو الأقمار الصناعية. ورغم الهجمات المتكررة ومحاولات الاغتيال، نجح السنوار في البقاء بعيدًا عن أعين أجهزة المراقبة، حتى لحظة مقتله في حي تل السلطان برفح، في عملية وصفتها إسرائيل بأنها "إنجاز استخباراتي وميداني غير مسبوق".
قلق متزايد بين قيادات حماس في الخارج
وقد تجاوزت تداعيات مقتل السنوار حدود غزة، وأثارت مخاوف أمنية شديدة في صفوف قادة حماس المقيمين في الخارج. وبحسب القناة 12، فإن قيادة الحركة أجرت تغييرات كبيرة في الإجراءات الأمنية الشخصية، مع نقل بعض القادة إلى دول مختلفة، خشية تكرار سيناريو الاغتيالات الذي لاحقهم سابقًا.
وأكدت القناة أن التهديدات المباشرة التي أطلقها رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير تجاه قادة الخارج، دفعت الحركة لإعادة تقييم مستوى الحماية والتدابير الوقائية.
وفي سياق متصل، قال إيال زامير: "تمت تصفية معظم قادة حماس في غزة، وسنصل إلى قادة الخارج أيضًا. القادم أعظم". مضيفاً، في تصريحات خلال اجتماع لقيادة الجيش:"نهاجم بشكل استباقي، ونبادر، ونفاجئ.. من اليمن إلى لبنان وسوريا، لدينا اليد الطولى، وسنواصل استهداف كل من يهدد أمن إسرائيل".
قائمة الأهداف الجديدة
في غزة
عز الدين الحداد
قائد لواء غزة وقائد الجناح العسكري لحماس حاليًا. أحد أبرز القيادات المتبقية داخل القطاع. نجا من محاولات اغتيال متعددة.
رائد سعد
رئيس قسم العمليات، العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر. نجا من غارة استهدفته في مخيم الشاطئ.
قادة حماس في الخارج
خليل الحية
نائب السنوار ومسؤول التفاوض، يقيم في قطر. نجا من عدة محاولات اغتيال في غزة.
خالد مشعل
الرئيس السابق للمكتب السياسي، نجا من محاولة اغتيال بالسم في الأردن عام 1997، يقيم حاليًا في قطر.
موسى أبو مرزوق
عضو بارز في القيادة، تنقّل بين سوريا ومصر وقطر.
أسامة حمدان
قيادي إعلامي وممثل حماس في إيران ولبنان سابقًا، يتنقل حاليًا بين عدة دول.
نزار عوض الله
قائد بارز، كاد أن يهزم السنوار في انتخابات داخلية عام 2021، ويُعتقد أنه ما زال في غزة.
فتحي حماد
متشدد معروف، تولى مسؤولية الأجهزة الأمنية في غزة، يقيم خارج القطاع حاليًا.
تشير مصادر أمنية إلى أن الضربة التي تلقتها حماس باغتيال السنوار ومرافقيه ثقيلة، لكن الحركة ما تزال تحتفظ بقيادات عسكرية وتنظيمية فعالة في غزة والخارج، مما يجعل المعركة بعيدة عن نهايتها. وفي المقابل، تُواصل إسرائيل استثمار الاغتيالات في الحرب النفسية، وفي تأليب القواعد التنظيمية على القيادة التي باتت مشتتة ومطاردة.