مصطفى الفقي: إزالة سور السفارة البريطانية قرار حكيم ومعه بدائل تأمينية كافية

كشف الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي والدبلوماسي السابق، عن رؤيته لقرار إزالة الحواجز الخرسانية من أمام السفارة البريطانية بالقاهرة، معتبرًا أن الخطوة تأتي في إطار تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل الذي تنتهجه الدولة المصرية في علاقاتها الدبلوماسية، مشددًا في الوقت نفسه على أن هذه الإجراءات الإدارية لا تمس جوهر العلاقات بين القاهرة ولندن.
أكد مصطفى الفقي، خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر" المذاع عبر شاشة MBC مصر، أن مصر دولة قوية لا يمكنها التهاون في مثل هذه المواقف، لافتًا إلى أن وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي أكد له شخصيًا ضرورة التعامل بصرامة مع هذه الأمور حفاظًا على هيبة الدولة وسيادتها.
تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل
وأوضح مصطفى الفقي أن العلاقات بين مصر وبريطانيا راسخة ولا تتأثر بمثل هذه القرارات، حيث إن إزالة الحواجز خطوة إدارية بحتة تعكس سياسة واضحة لمصر في التعامل بندية مع جميع الدول، مضيفًا أن ما حدث يُعد رسالة مفادها أن القاهرة لا تسمح بوجود إجراءات مبالغ فيها ما لم تكن هناك ضرورة قصوى.
وأشار مصطفى الفقي إلى أن القرار حقق أيضًا فائدة مباشرة للمواطنين والمارة بعد أن أصبح الطريق أمام السفارة أكثر سهولة وانسيابية، مؤكدًا أن المصريين لطالما تحملوا هذه الإجراءات الأمنية المشددة بصبر وشجاعة في سبيل الحفاظ على الأمن.
الإجراءات الأمنية البديلة
ولفت مصطفى الفقي إلى أنه كان ينظر في السابق إلى بناء السور كإجراء وقائي ضروري لحماية البعثات الدبلوماسية، لكنه أوضح أن الظروف تغيرت، وأن هناك وسائل بديلة أكثر سرعة وفاعلية لتأمين أي موقع حساس، مشيرًا إلى أنه في حال حدوث أي طارئ يمكن حشد القوات الأمنية خلال دقيقة ونصف فقط، وهو ما يغني عن وجود حواجز خرسانية تعطل الحركة وتضيق على الأهالي.
وأضاف مصطفى الفقي أن ما قامت به الدولة يعكس ثقة عالية في قدرة الأجهزة الأمنية المصرية على حماية المنشآت الحيوية والدبلوماسية دون الحاجة إلى إجراءات استثنائية تعيق حياة المواطنين.
موقف السفارات بالخارج
وفي سياق متصل، شدد مصطفى الفقي على أنه إذا تعرضت أي سفارة مصرية في الخارج لمحاولة اقتحام أو تهديد، فمن حق القاهرة أن تتخذ ما يحقق مصالحها ويحافظ على أمنها القومي، مشيرًا إلى أن المعاملة بالمثل مبدأ ثابت في السياسة الخارجية المصرية، ويُطبّق بمرونة وحزم في آن واحد.
وأكد مصطفى الفقي أن ما حدث لا يعني تقليلاً من مكانة أي دولة أو بعثة دبلوماسية، بل هو مجرد تنظيم إداري يحقق التوازن بين الأمن وراحة المواطنين، ويعكس صورة مصر كدولة مؤسسات قادرة على إدارة ملفاتها الخارجية بذكاء وحكمة.
بُعد إنساني وشخصي
ولم يخلُ حديث مصطفى الفقي من جانب إنساني، حيث كشف أن ابنته تقيم بجوار السفارة البريطانية في القاهرة، معربًا عن سعادته بتخفيف الإجراءات الأمنية في المنطقة، الأمر الذي يسهل عليه زيارتها والتنقل إليها دون معاناة.
وأوضح مصطفى الفقي أن تخفيف الضغط على سكان هذه المنطقة يعكس اهتمام الدولة بالمواطنين، وأن القرارات الأمنية يجب أن تراعي دومًا الجانب الإنساني إلى جانب الجانب الفني والسياسي.

خلاصة الموقف
من خلال حديث الدكتور مصطفى الفقي، يتضح أن قرار إزالة الحواجز الخرسانية من أمام السفارة البريطانية لم يكن قرارًا عشوائيًا، بل جاء نتيجة حسابات دقيقة تجمع بين السيادة الوطنية، أمن الدولة، راحة المواطنين، والمعاملة الدبلوماسية المتوازنة.
الخطوة، كما وصفها مصطفى الفقي ، تؤكد أن مصر تتحرك بثقة في محيطها الدبلوماسي، قادرة على فرض احترامها عبر مواقف محسوبة، ودون الإخلال بعلاقاتها الاستراتيجية مع القوى الدولية الكبرى مثل بريطانيا.