عاجل

أمين عام الآثار يوضح لـ نيوز رووم حقيقة فيديو سائحة أبو صير

الدكتور محمد إسماعيل
الدكتور محمد إسماعيل أمين عام الآثار

تواصلت نيوز رووم مع عدد من المصادر داخل وزارة السياحة والآثار، بخصوص الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يُظهر سائحة وهي تتعدى على مقبرة أثرية في منطقة أبو صير الأثرية، والتي أكدت أن الفيدية يعود إلى فترة سابقة وليس إلى الفترة الحالية. 

ومن ناحيته قال الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات خاصة إلى نيوز رووم، أنه تم تكوين لجنة لمعاينة المقبرة، ورصد الحدث فور ظهور فيديو السائحة، وقررت اللجنة بأنه لا أثر لما هو متواجد بالفيديو، مما يعني أن الحدث تم في فترة سابقة على الفترة الحالية. 

وقال الدكتور محمد إسماعيل، أنه تم تغيير كبير في قيادات المناطق الأثرية، والعمل يخضع لرقابة دقيقة، والفيديو المنشور من فترات سابقة سيخضع لتحقيق دقيق لكشف كل ملابساته على الرغم من حدوثه بوقت سابق. 

منطقة أبو صير 

تقع على بُعد نحو 3 كم جنوب هرم سقارة وجنوب أهرامات الجيزة، وقد مثلت جزءً من مجمّع سحابة مقابر الملوك في الأسرة الخامسة (حوالي 2560–2420 ق.م)، وتركت هذه الأرض أثرًا متعدّد الطبقات؛ فلها رمزية دينية وآثرية غنية، حيث أقام فيها كبار ملوك الدولة القديمة مثل أوسر كاف أول "معبد شمس"، ثم ابنه ساحو رع بجانبه تمثال هرمه ومجمعه الجنائزي، ثم توالى على تخصيص المنطقة للدفن نفر إف رع وني أوسر رع، إلى أن هجرت لاحقًا كثقافة دفن ملكية. 

وفي واحد من أبرز الاكتشافات الحديثة، كشفت بعثة تشيكية (جامعة تشارلز، براغ) عن مقبرة فريدة لقائد الجنود الأجانب "واح-إيب-رع مري نيّت" في أواخر الأسرة السادسة والعشرين إلى بداية السابعة والعشرين. البئر الجنائزي العميق (6 أمتار) ضم تابوتًا مزدوجًا من الحجر الجيري مغطى بداخله بزلتي منقوش عليه نصوص من كتاب الموتى، ومئات تماثيل أوشابتي (402 قطعة) وأوانٍ وقرابين، تعكس طقوس الدفن وفن التحنيط في تلك الحقبة.

لكن الموقع لم يقتصر أثره على الدولة القديمة فحسب، بل تطوّر عبر العصور، ففي العصور البطلمية والرومانية، نشأت مدينة حضرية مزدهرة تضم معبدًا لإيزيس، وفنارًا، ومنازل منحوتة في الصخر، وحمّامًا إغريقيّ الطراز، بل وُجدت أدوات عبادية ومومياءات طيور وأسماك – ما يعكس عمق الاتصال الديني بالبحر والطقوس المرتبطة به.

بالورق والنقوش، حفرت منطقة أبو صير اسمها في التاريخ: فقد اكتُشفت فيها برديات أبو صير عام 1893، وهي وثائق إدارية من عصر الدولة القديمة، تشمل جداول نوبات الكهنة وبيانات العروض اليومية لمعبدي الشمس بمعبد أبو غُراب المجاورة، ما أتاح نظرة غير مسبوقة إلى منطق الاقتصاد والعبادة في ذلك العصر. 

فأبو صير، ليست مجرد جبانة عابرة؛ بل مستودع زمنيّ يحاكي تطوّرات الحضارة عبر آلاف السنين، من بناة الأهرام المصريين في الدولة القديمة، إلى قادتها العسكريين في الأسرة 26، إلى المعابد الدينية والمدن الحضرية في العصر البطلمي. 

تم نسخ الرابط