أول رد من الآثار بخصوص هدم بيت بطرس كساب في مدينة السويس |خاص

أثار خبر إزالة منزل بطرس كساب في الأقصر حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم وصف البيت بالتاريخي، وتداولت العديد من الحسابات المهتمة بالشأن التراثي والأثري الخبر، واتهم العديدون المجلس الأعلى للآثار بالتقصير في حماية المنزل.
ومن ناحيته قال الدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في تصريحات خاصة، إلى نيوز رووم، إن المنزل ليس مسجلًَا في عداد الآثار الإسلامية والقبطية وهو غير خاضع لسلطة الوزارة.
بيت بطرس كسّاب
يقع عند نهاية الكورنيش القديم TD مدينة السويس، في مواجهة منطقة الخور وعلى مقربة من بيت «المساجيري»، يَرجع بناء المنزل إلى القرن الـ19، وتذكر وتحديدًا لعام 1896، ليصبح واحدًا من أقدم مباني المدينة ذات الطابع التاريخي، واحتفظت واجهته بلوحةٍ تذكارية باسم بطرس كسّاب، ويتكوّن المنزل من طابقين بطراز يلائم عمارة مدن القناة في عصر التوسّع الملاحي الحديث.
المنزل يرجع إلى أسرة «كسّاب دورٌ» إداري في حقبة محمد علي؛ وجد بطرس كسّاب الأكبر كان مسؤولًا عن جباية الضرائب على خط الملاحة بين مصر والهند، بحسب ما ترويه مذكّرات رجال الإدارة بتلك الحقبة وتناقلته كتابات عن عمارة السويس.
بعد ثورة يوليو 1952 آلت ملكية البيت إلى إحدى شركات القناة للتوكيلات الملاحية واستُخدم لاحقًا مخزنًا، قبل أن تتعرض حالته للتدهور مع الزمن، وسط محاولات متفرقة لإثبات ملكيته من بعض الأفراد، وفق رصد صحفي محلّي.
يحتل البيت مكانة رمزية في ذاكرة السويس؛ فمصادر صحفية وتوثيق بصري محلي يذكران أنّ نابليون بونابرت اتخذ من الموقع منزلًا لإقامته خلال مروره بالسويس (بناءً قديماً هُدم لاحقًا ثم أعاد بطرس كسّاب تشييده)، كما أقام أحمد عرابي بضعة أيام في المنزل عقب عودته من المنفى.
كما بقيت على جدرانه آثار طلقاتٍ وقصف من حرب أكتوبر 1973، وهو ما أضاف بعدًا تذكاريًا إلى قيمته المعمارية، تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الروايات تتواتر في الصحافة المحلية والذاكرة الشفاهية للمدينة، ويجب التعامل معها كتقليدٍ تاريخي محلّي يحتاج لمزيد من الإسناد الأرشيفي المتخصّص.
على مدار العقد الماضي، دقّت تقارير صحفية ناقوس الخطر بشأن الإهمال الذي طال البيت، وظهور تصدعات وانهيارات في أجزائه، مع مطالباتٍ مجتمعية بإنقاذه ضمن برنامجٍ لترميم عمارة السويس التاريخية.
وفي خبر فاجأ الجميع تم اليوم 2 سبتمبر، وبحسب تقارير صحفية وصور متداولة على وسائل التواصل إجراء أعمال هدم في الموقع، وسط استياءٍ أهالي السويس باعتباره معلمًا شاهدًا على تاريخ المدينة.