بعد تعيينها مستشارة اقتصادية لرئيس الوزراء البريطاني.. من هي نعمت شفيق؟

أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، اليوم الإثنين، تعيين الدكتورة نعمت شفيق، الخبيرة الاقتصادية ذات الأصول المصرية، مستشارة اقتصادية رئيسية للحكومة البريطانية. 

وفي السطور التالية نستعرض التفاصيل عن الدكتورة المصرية نعمت شفيق التي تم اختيارها كمستشارة اقتصادية في الحكومة البريطانية على النحو التالي

من هي نعمت شفيق ؟

تعرف شفيق بمسيرتها الرفيعة في المجالات المالية والأكاديمية، حيث شغلت مناصب بارزة مثل نائبة محافظ بنك إنجلترا ورئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك.

وولدت نعمت شفيق في الإسكندرية عام 1962، وهاجرت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سن الرابعة، عقب تأميم ممتلكات عائلتها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. 

استقرت العائلة في ولاية جورجيا، حيث نشأت نعمت في بيئة متأثرة بالأحداث السياسية والاجتماعية الكبرى مثل حرب فيتنام وحركة الحقوق المدنية.

تلقت تعليمها في عدة مدارس في جورجيا وفلوريدا وكارولينا الشمالية، وتتقن اللغتين العربية والإنجليزية، وتحمل ثلاث جنسيات: المصرية، البريطانية، والأمريكية.

درست الاقتصاد والسياسة في جامعة ماساتشوستس أمهيرست، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1983. وواصلت دراستها في المملكة المتحدة، نالت خلالها شهادة الماجستير من كلية لندن للاقتصاد عام 1986، ثم حصلت على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد عام 1989.

محطات بارزة في مسيرتها المهنية الدولية

بدأت نعمت شفيق، التي تُلقب بـ"مينوش"، مسيرتها المهنية في البنك الدولي بعد حصولها على شهادة الدكتوراه، وكانت في سن السادسة والثلاثين حين أصبحت أصغر نائب لرئيس البنك. 

ولعبت لاحقًا أدوارًا مهمة في مؤسسات دولية مرموقة، منها وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة وصندوق النقد الدولي، حيث تولت مسؤولية الإشراف على الملفات المالية المعقدة خلال أزمات منطقة اليورو ومرحلة الربيع العربي.

في القطاع المصرفي البريطاني، تولت منصب نائبة محافظ بنك إنجلترا بين أغسطس 2014 وفبراير 2017، حيث أدارت ميزانية ضخمة تبلغ قيمتها 500 مليار دولار، في فترة حساسة شملت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ثم اتجهت إلى العمل الأكاديمي.

من الأوساط الأكاديمية إلى استقالة جامعة كولومبيا

في عام 2017، تم تعيينها رئيسة لكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (LSE)، وفي يوليو 2023، أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة جامعة كولومبيا في نيويورك. 

إلا أن فترة قيادتها لهذه الجامعة استمرت عامًا واحدًا فقط، حيث قدمت استقالتها وسط توترات متصاعدة في الحرم الجامعي بسبب احتجاجات طلابية لدعم القضية الفلسطينية والتنديد بالعدوان الإسرائلي على قطاع غزة، خصوصًا بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023.

في أبريل الماضي، أصدرت شفيق قرارًا بدخول الشرطة إلى الحرم الجامعي لفض اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين، مما أدى إلى اعتقال نحو 100 طالب. هذا الإجراء أثار جدلاً واسعًا حول حرية التعبير وحقوق الطلاب، وهو الأول من نوعه منذ احتجاجات حرب فيتنام في ستينيات القرن الماضي، وتلقى انتقادات من مختلف الأطراف داخل المجتمع الأكاديمي والسياسي.

شهادتها أمام الكونجرس الأمريكي

دافعت شفيق عن قراراتها في جلسة استماع أمام لجنة التعليم والقوى العاملة بمجلس النواب الأمريكي، مؤكدة التزامها بمحاربة معاداة السامية وحماية جميع الطلاب في الجامعة، لكنها أوضحت لاحقًا في رسالة وجهتها إلى طلاب وأعضاء هيئة التدريس أن الفترة التي مرت بها كانت صعبة على الصعيدين الشخصي والمهني، وأنها اتخذت قرار الاستقالة بعد تفكير عميق خلال فصل الصيف.

جاءت استقالتها في ظل انقسامات عميقة داخل الحرم الجامعي، تزامنت مع استقالة ثلاثة عمداء بعد الكشف عن استخدامهم عبارات وصفت بأنها معادية للسامية في محادثات خاصة.