رئيس الوزراء البريطاني يعين المصرية نعمت شفيق مستشارة اقتصادية للحكومة

أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، اليوم الإثنين، عن تعيين الدكتورة نعمت شفيق، الاقتصادية المصرية البارزة، في منصب المستشارة الاقتصادية الرئيسية للحكومة البريطانية.
وتعد نعمت شفيق من الشخصيات الرائدة في المجالين المالي والأكاديمي، حيث شغلت مناصب بارزة منها نائبة محافظ بنك إنجلترا، ورئيسة سابقة لجامعة كولومبيا الأمريكية.
محطات بارزة في مسيرتها الدولية
بدأت شفيق، الملقبة بـ"مينوش"، حياتها المهنية في البنك الدولي بعد حصولها على الدكتوراه، وبرزت حينها كأصغر من تولى منصب نائب رئيس البنك في سن السادسة والثلاثين.
لاحقًا، لعبت أدوارًا رئيسية في مؤسسات دولية رفيعة، منها وزارة التنمية الدولية البريطانية، وصندوق النقد الدولي، حيث أشرفت على ملفات معقدة خلال أزمة ديون منطقة اليورو وأحداث الربيع العربي.
وفي القطاع المصرفي البريطاني، تولت منصب نائبة محافظ بنك إنجلترا لشؤون الأسواق والمصارف بين أغسطس 2014 وفبراير 2017، وكانت مسؤولة عن ميزانية عمومية قدرها 500 مليار دولار خلال مرحلة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتجه إلى المجال الأكاديمي.
الاستقالة من جامعة كولومبيا بعد جدل الطلاب
في عام 2017، تم تعيينها رئيسة لكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية (LSE)، ثم أصبحت في يوليو 2023 أول امرأة تتولى رئاسة جامعة كولومبيا في نيويورك، إلا أن فترة رئاستها للجامعة لم تدم سوى عام واحد، حيث قدمت استقالتها في ظل أزمات متصاعدة داخل الحرم الجامعي بسبب الاحتجاجات الطلابية المتعلقة بالحرب في غزة، وتحديدًا بعد أحداث 7 أكتوبر 2023.
وكانت شفيق قد أصدرت في أبريل الماضي أوامر بدخول الشرطة للحرم الجامعي لفض اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين، أدى إلى اعتقال نحو 100 طالب، ما تسبب في تصاعد الجدل حول حرية التعبير وحقوق الطلاب.
هذا الإجراء كان الأول من نوعه منذ احتجاجات حرب فيتنام في ستينيات القرن الماضي، وأدى إلى انتقادات من أطراف متعددة داخل المجتمع الأكاديمي والسياسي.
شهادتها في الكونجرس الأمريكي
دافعت شفيق عن قراراتها أمام الكونجرس خلال جلسة استماع للجنة التعليم والقوى العاملة، مشددة على التزامها بمحاربة معاداة السامية، وحماية طلاب الجامعة من جميع الأطياف.
لكنها أشارت لاحقًا، في رسالة إلكترونية وجهتها إلى مجتمع الجامعة، إلى أن تلك الفترة كانت مرهقة بشدة على المستوى الشخصي والمهني، وأنها اتخذت قرار الاستقالة بعد صيف من التفكير العميق.
جاءت استقالتها في وقت كان فيه الحرم الجامعي يعاني من انقسامات حادة، خاصة بعد استقالة ثلاثة عمداء عقب الكشف عن استخدامهم عبارات اعتُبرت "معادية للسامية" في محادثات داخلية.