عاجل

ما هو نقص فوسفات الدم؟.. دراسة تكشف تأثيره على نمو الأطفال

نقص فوسفات الدم عند
نقص فوسفات الدم عند الأطفال

يعد نقص فوسفات الدم (Hypophosphatemia) من الاضطرابات التي أثارت اهتمام الأطباء والباحثين مؤخرًا، خاصة بعد صدور دراسات عالمية تؤكد تأثيره المباشر على صحة الأطفال ونموهم، هذه الحالة، التي قد تبدو غير شائعة، يمكن أن تترك آثارًا خطيرة على العظام والعضلات والأسنان إذا لم تُشخّص مبكرًا وتُعالج بالشكل الصحيح.

وفي السطور التالية، نستعرض أسباب نقص فوسفات الدم عند الأطفال، الأعراض التي قد تظهر، طرق التشخيص والعلاج، وأحدث الدراسات العالمية التي ناقشت هذا المرض.

ما هو نقص فوسفات الدم عند الأطفال؟

نقص فوسفات الدم هو انخفاض مستوى الفوسفات في الدم عن الحد الطبيعي (أقل من 2.5 ملغم/ديسيلتر)، وبالنسبة للأطفال، فإن المعدلات الطبيعية تكون أعلى من البالغين، حيث قد تصل إلى 6.5 ملغم/ديسيلتر، انخفاض الفوسفات عن هذا الحد يعني أن الطفل قد يعاني من اضطراب في نمو العظام، مما يؤدي إلى مشكلات مثل الكساح أو تليّن العظام.

نقص فوسفات الدم عند الأطفال
نقص فوسفات الدم عند الأطفال

الفوسفات عنصر أساسي في الجسم لأنه يشارك في بناء العظام والأسنان، ويساعد على إنتاج الطاقة في الخلايا، وبالتالي، فإن أي نقص فيه ينعكس مباشرة على صحة الطفل الجسدية والنفسية.

أسباب نقص فوسفات الدم عند الأطفال

اتباع نظام غذائي غير متوازن يفتقر إلى الفوسفات.

نقص فيتامين د، أو أمراض سوء الامتصاص مثل مرض كرون أو الإسهال المزمن.

زيادة فقد الفوسفات عبر الكلى

  • أمراض مثل فرط نشاط الغدة الجار درقية.
  • بعض الأدوية (مدرات البول – الكورتيزون) التي تزيد من فقد الفوسفات.
  • متلازمة فانكوني التي تُسبب فقد الأملاح من الكلى.

انتقال الفوسفات إلى الخلايا

  • متلازمة إعادة التغذية (Refeeding Syndrome).
  • الحماض الكيتوني السكري أثناء العلاج.
  • متلازمة العظم الجائع بعد بعض جراحات الغدة الدرقية.

4- أسباب وراثية

أبرزها: نقص فوسفات الدم المرتبط بالكروموسوم X (XLH)، وهو مرض وراثي شائع نسبيًا يصيب طفلًا واحدًا من بين كل 20 ألف طفل.

نقص فوسفات الدم عند الأطفال
نقص فوسفات الدم عند الأطفال

أمراض نادرة مثل العظم التليّن الورمي، وأشكال أخرى من نقص الفوسفات الوراثي.

أعراض نقص فوسفات الدم عند الأطفال
 

  • ضعف العضلات.
  • فقدان الشهية.
  • التعب والإنهاك المستمر.
  • صعوبة في التنفس في الحالات المتقدمة.

الأعراض الحادة

  • تشوش ذهني.
  • نوبات تشنج أو صرع.
  • انهيار عضلي (رابدوميوليز).
  • غيبوبة في الحالات الشديدة.

الأعراض المزمنة

  • كساح عند الأطفال: يظهر على هيئة تقوّس الساقين أو قصر القامة.
  • تليّن العظام وضعف بنيتها.
  • مشكلات في الأسنان مثل التسوس المبكر والخراجات.
  • تأخر المشي وضعف النمو الجسدي.

تشخيص نقص فوسفات الدم

يعتمد التشخيص على:

  • تحاليل الدم: لقياس مستوى الفوسفات، الكالسيوم، وفيتامين د.
  • تحاليل إضافية: مثل PTH (هرمون الغدة الجار درقية).
  • اختبارات جينية في حالة الاشتباه بوجود نقص وراثي مثل XLH.
  • الأشعة السينية للكشف عن الكساح وتشوهات العظام.

علاج نقص فوسفات الدم عند الأطفال

الحالات الحادة: يتم إعطاء الفوسفات عن طريق الوريد.

الحالات المتوسطة والمزمنة: مكملات فموية للفوسفات وفيتامين د النشط.

العلاج الحديث

ظهر مؤخرًا دواء Burosumab، وهو علاج بيولوجي يستهدف هرمون FGF-23 المسبب لفقد الفوسفات، أكدت الدراسات أن هذا الدواء أحدث نقلة نوعية في علاج الأطفال المصابين بنقص فوسفات الدم الوراثي (XLH)، حيث قلل من آلام العظام وساعد على تحسين المشي والنمو.

أحدث الدراسات العالمية

أكد دليل إرشادي دولي جديد أن التشخيص المبكر هو العامل الأهم في تقليل المضاعفات.

أثبتت دراسات أوروبية أن العلاج بـ Burosumab يُحسّن نوعية الحياة ويقلل الحاجة إلى التدخل الجراحي.

أوضحت أبحاث أمريكية أن الأطفال الذين يحصلون على علاج متكامل (مكملات غذائية + علاج دوائي حديث) يتمتعون بنمو أفضل ويقل لديهم تقوس الساقين بشكل ملحوظ.

دور الأهل والأطباء

متابعة نمو الطفل وملاحظة أي أعراض غير طبيعية.

مراجعة الطبيب فورًا عند ملاحظة تأخر المشي أو وجود مشكلات في الأسنان أو تشوهات في الساقين.

الالتزام بخطة العلاج الموصوفة من الطبيب والمتابعة الدورية بالتحاليل.

تم نسخ الرابط