هدى رءوف: الخطوة الأوروبية تصعيد سياسي للضغط على طهران|فيديو

أوضحت الدكتورة هدى رءوف، مدير وحدة الدراسات الإيرانية بالمركز المصري للفكر والدراسات، أن مجرد إخطار مجلس الأمن ببدء الآلية الخاصة بإعادة فرض العقوبات على إيران لا يعني دخولها حيّز التنفيذ مباشرة، مشيرة إلى أن النقاش يمتد لمدة ثلاثين يومًا، يمكن خلالها التوصل إلى حلول وسط أو تسويات سياسية ، وأكدت أن هذه المهلة تمثل فرصة أمام جميع الأطراف لتجنب التصعيد المباشر وإبقاء قنوات الحوار مفتوحة.
الخطوة الأوروبية وتصعيد ضد طهران
وأشارت رءوف خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية إكسترا نيوز إلى أن الخطوة الأوروبية الأخيرة تمثل تصعيدًا سياسيًا هدفه الأساسي الضغط على إيران من أجل السماح بعمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المواقع النووية التي أُثيرت حولها الشكوك ، وأوضحت أن إيران أبدت بعض المرونة عبر السماح لعدد محدود من المفتشين بالدخول، إلا أنها ما تزال تتمسك بما وصفته بـ"الغموض النووي"، معتبرة ذلك ورقة تفاوضية أساسية، خصوصًا فيما يتعلق بمصير اليورانيوم المخصب الذي تم نقله من منشأة فوردو عقب استهدافها في الفترة الأخيرة.
المواقف الدولية وتوازنات القوى
وحول المواقف الدولية، لفتت الخبيرة إلى أن روسيا والصين، على الرغم من كونهما الداعمَين التقليديين لإيران، إلا أنهما لا ترغبان في امتلاكها لسلاح نووي؛ إذ قد يؤدي ذلك إلى خلل استراتيجي في ميزان القوى العالمي. لذلك، فإن موسكو وبكين أقرب إلى تشجيع تسوية سياسية بدلاً من الانجرار إلى مواجهة مفتوحة قد تزيد من تعقيد المشهد الدولي ،وأضافت أن تأجيل تفعيل الآلية الأوروبية سيؤدي عمليًا إلى تمديد عمر الاتفاق النووي، المقرر أن ينتهي في أكتوبر 2025، وهو ما يمنح جميع الأطراف فرصة إضافية لإعادة صياغة شروطه أو التوصل إلى اتفاق بديل.
الاقتصاد الإيراني بين "المقاومة" والضغوط
أما عن التأثيرات الاقتصادية، فقد شددت رءوف على أن إيران طورت ما يُعرف بـ"اقتصاد المقاومة"، وهو نظام يعتمد على الإنتاج المحلي، والتهريب، والتعاملات المحدودة مع بعض الدول المتعاطفة معها، لتجاوز آثار العقوبات ، لكنها في الوقت نفسه أوضحت أن الأوضاع الاقتصادية الحالية صعبة للغاية، فالتراجع المستمر للعملة المحلية، وارتفاع معدلات التضخم، وزيادة الضغوط الاجتماعية، كلها عوامل تجعل من الملف النووي الورقة الأهم التي تراهن عليها طهران في مواجهة المجتمع الدولي.
مستقبل الاتفاق النووي
واختتمت رءوف بأن المرحلة المقبلة ستشهد شدًّا وجذبًا بين القوى الدولية وإيران، فبينما تسعى أوروبا والولايات المتحدة للضغط عبر العقوبات، تسعى طهران إلى استثمار برنامجها النووي كورقة تفاوضية للحصول على تنازلات اقتصادية وسياسية ، وأكدت أن نجاح أي تسوية سيتوقف على قدرة الأطراف على الموازنة بين المخاوف الأمنية من امتلاك إيران للسلاح النووي، وبين الاعتبارات الاقتصادية والسياسية التي تمثل أولوية للنظام الإيراني في ظل أزماته الداخلية.