خبيرة الشرق الأوسط: المنطقة تواجه تصعيدًا معقدًا وغموضًا شديدًا

أكدت الدكتورة هدى رؤوف، الأكاديمية والخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، أن المنطقة تشهد حالة من الغموض الشديد يصعب معها التنبؤ بتطورات الأحداث المقبلة، حيث تتداخل مصالح عدة أطراف وتصريحاتها المتضاربة تزيد من تعقيد المشهد، مما يوجه المنطقة نحو تصعيد متعدد الأبعاد.

الرد الإيراني السريع 

جاء ذلك خلال حوارها مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج "بالورقة والقلم" على قناة TeN، حيث أشارت إلى أن الرد الإيراني السريع على الضربة الجوية الأمريكية لم يكن رد فعل عشوائيًا، بل كان يحمل رسائل واضحة ومباشرة مفادها الرفض التام لاستهداف كبار قادة النظام الإيراني، وكذلك رغبة إيران في إغلاق ملف المفاوضات النووية الحالية.

وأوضحت "هدى" أن الولايات المتحدة الأمريكية، رغم تنفيذها الضربات الجوية، لم تتمكن من القضاء على البنية العسكرية للحوثيين في اليمن، مما دفعها إلى الدخول في اتفاق مباشر معهم، وهو اتفاق تم بتنسيق غير مباشر مع إيران، الأمر الذي يعكس تعقيد شبكة العلاقات الإقليمية.

وعن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبيل تنفيذ الضربة، وصفتها رؤوف بأنها "عبثية"، موضحة أن ترامب لم يسعَ لتغيير النظام الإيراني، بل اقتصر على ضربة محدودة قائلاً إنه "قضى على البرنامج النووي الإيراني"، في حين أن الهدف الحقيقي كان توجيه ضربة عسكرية تفتح المجال مجددًا للحوار والمفاوضات.

وأكدت الخبيرة أن إيران تحرص على عدم خسارة دعم دول الخليج، لذا تجنبت حتى الآن خيار إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي رغم التهديدات المتكررة، مشيرة إلى نقل إيران لليورانيوم المخصب إلى مواقع أخرى كدليل على حرصها على تجنب التصعيد الشامل، واختارت بدلاً من ذلك توجيه ضربات مركزة ضد إسرائيل، دون استهداف مباشر للولايات المتحدة.

"تضليل إعلامي"

في سياق متصل، أكد العميد أكرم سريوري، خبير الشؤون العسكرية، أن الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة ضد منشآت نووية إيرانية لم تستهدف فعليًا تعطيل البرنامج النووي كما تزعم واشنطن، بل جاءت لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، لا علاقة مباشرة لأي منها بمنع طهران من إنتاج سلاح نووي.

وفي مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أشار أكرم سريوري إلى أن الحديث الأمريكي المتكرر عن "منع إيران من امتلاك قنبلة نووية" يدخل في إطار "التضليل الإعلامي"، مشددًا على أن إيران حتى الآن لا تمتلك سلاحًا نوويًا، ولا توجد دلائل استخباراتية تؤكد ذلك.