حكم إعطاء الصدقة للمتسولين في الشوارع.. هل يجب التأكد قبل التصدق؟

مع كثرة المتسولين في الشوارع، يتساءل الكثيرون عن حكم إعطاء الصدقة للمتسولين في الشوارع، وهل يجب التحري قبل منحها؟ وهو السؤال الذي أجاب عليه الشيخ علي فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وبين الشيخ علي فخر خلال برنامج فتاوى الناس المذاع على قناة الناس، عددا من النقاط التي ينبغي على المسلم معرفتها للتقرب إلى الله عن طريق الصدقة وتطهير النفس من الشح، وكيف تجلب الصدقة البركة في المال والحياة.
الصدقة تجوز على الجميع
أكد الشيخ علي فخر أن الصدقة تجوز على أي شخص، سواء كان من الأقارب أو غيرهم، بما في ذلك الأغنياء، وهو ما يظهر في الحديث الشريف: الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتصدق على من يسأله حتى وإن كانوا من غير المسلمين.
وأشار الشيخ فخر إلى أن المسلم مطالب بتقديم الصدقة إذا كان في استطاعته ذلك، دون النظر إلى الحالة الاجتماعية أو الدينية للمتسول، مؤكدا أن من المهم أن يكون المتصدق نية خالصة لله تعالى، دون أن يتوقع مقابلًا أو فائدة دنيوية من عمله.
التحري عن حالة المتسول
أما فيما يتعلق بالحكم الشرعي عن ضرورة التحري حول المتسول، فقد أوضح الشيخ فخر أنه في بعض الحالات لا يكون من السهل تحديد ما إذا كان الشخص المتسول يستحق الصدقة أم لا، فقد يكون الشخص فعلاً في حاجة ماسة، وقد يكون آخر يستغل هذا الأمر لكسب المال بطرق غير مشروعة، لذلك، لا يُشترط دائمًا أن يتحرى المسلم عن حالة المتسول بشكل دقيق، ولكن في حال كان بإمكانه معرفة أن الشخص لا يستحق الصدقة، فلا حرج في أن يقدّم له جزءًا بسيطًا من المال أو أن يوجه له كلمة طيبة.
أنواع الصدقة
وأشار الشيخ فخر إلى أن صدقة المسلم يمكن أن تكون في شكل مال أو حتى كلمة طيبة، قائلا: الكلمة الطيبة صدقة، مبينا أن الصدقة لا تقتصر على المال فحسب، بل يمكن أن تكون أفعالًا أو كلمات تحسن من حالة المحتاج، سواء كان متسولًا أم لا.
أهمية النية في الصدقة
كما أكد الشيخ علي فخر أن النية هي العامل الأساسي في قبول الصدقة عند الله سبحانه وتعالى، وبيّن أن الإسلام يشجع المسلم على أن يجعل نواياه طيبة، ويجعل كل عمل من أعماله ابتغاء مرضاة الله.
واختتم علي فخر، أنه في حال كان المتصدق غير متأكد من حاجة الشخص المتسول أو كان يشعر بأن الشخص يتلاعب بالمشاعر، فإن عليه أن يعامله بلطف ويختار الطريقة الأنسب في مساعدته دون أن يشعر الشخص بالإهانة.