حكم الجمع بين الصلوات بسبب العمل.. متى تجوز وماهي شروط صحتها؟
ما هو حكم الجمع بين الصلوات بسبب العمل؟.. تساؤل كثيرًا ما يطرح في أوساط العمل المختلفة كون الصلاة أحد أركان الإسلام التي فرضها الله على المسلمين في أوقات محددة، لكن في بعض الحالات الخاصة مثل العمل في مهن تتطلب جهداً مستمراً أو ظروفاً استثنائية، قد يواجه المسلم صعوبة في أداء الصلاة في وقتها المحدد.
وقد أجابت دار الإفتاءالمصرية عن سؤال حكم الجمع بين الصلوات بسبب العمل، ومتى تجوز وماهي والشروط التي تبيح ذلك وفقًا للشريعة الإسلامية.
حكم الجمع بين الصلوات بسبب العمل
قالت دار الإفتاء إنه ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ما يوضح أهمية أداء الصلاة في أوقاتها المحددة. قال تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء: 103]، وقوله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ. فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 238-239
كما أشارت إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، أكد على أهمية إقامة الصلاة، لكن على الرغم من ذلك، فقد أتاح الإسلام لبعض الحالات الخاصة الجمع بين الصلوات في ظروف معينة.
متى يجوز الجمع بين الصلوات؟
أوضحت دار الإفتاء أن الشرع أوضح في حكم الجمع بين الصلوات أنه يجوز في حالات معينة مثل السفر والمرض، إضافة إلى ظروف العمل التي تستدعي ذلك، وقالت يمكن الجمع بين صلاتي الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء، سواء كان التقديم أو التأخير، بشرط أن تكون الحاجة ماسة لذلك، واستدلت بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جمع بين الصلوات في حالات اضطرارية، مثل السفر أو المرض، كما أورد الإمام مسلم عن معاذ رضي الله عنه: "كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا".
حكم جمع الصلوات بسبب العمل
وأشارت إلى أنه من بين الحالات التي قد يتساءل عنها المسلمون هو جمع الصلوات بسبب ظروف العمل، مثل حالة الأطباء الذين يدخلون في عمليات جراحية طويلة ولا يستطيعون الخروج لأداء الصلاة في وقتها المحدد.
وقالت في هذه الحالة، إذا كان الطبيب يعمل في ظروف تفرض عليه البقاء في غرفة العمليات طوال فترة الصلاة، ويخشى من إضاعة الصلاة أو التأثير على حياة المريض، فيجوز له جمع الصلاة بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء.
شروط جواز جمع الصلاة بسبب العمل
أكدت دار الإفتاء أن هناك شروط لجمع الصلاة بسبب العمل، من بينها " نية الجمع، حيث يجب على الشخص أن ينوي الجمع بين الصلاتين في وقت الصلاة الأولى إذا كان سيجمع تأخيرًا، أو قبل الإحرام إذا كان سيجمع تقديمًا"
وأضافت من بين شروط جمع الصلاة "الضرورة، حيث يجب أن تكون هناك حاجة ملحة لذلك، مثل الظروف التي لا يمكن فيها تأجيل العمل أو قطع المهمة التي تؤدي إلى التأخير في أداء الصلاة.
وقالت "ينبغي ألا يكون هناك فاصل طويل بين الصلاتين، حتى لا تؤثر مدة الفصل على صحة الجمع".
واستدلت دار الإفتاء بحديث روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
