عاجل

خالد الجندي: سورة الأحزاب تهدف إلى بناء الإنسان (فيديو)

خالد الجندي
خالد الجندي

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن سورة الأحزاب تحتل مكانة خاصة لديه، لما تتضمنه من دروس عظيمة حول بناء الإنسان وترتيب الأولويات في الإسلام. 

وأوضح، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "dmc"، أن ترتيب الآيات في هذه السورة يعكس رؤية الإسلام المتكاملة التي تضع الأخلاق في مقدمة ما ينبغي أن يتحلى به المسلم، باعتبارها الأساس الذي تقوم عليه العبادات والمعاملات.

وأشار الشيخ الجندي إلى أن هذه السورة تقدم نموذجًا قرآنيًا فريدًا، حيث تبدأ بتوجيهات أخلاقية تسبق التكاليف العبادية، مما يعكس أهمية تهذيب النفس قبل الانشغال بالعبادة الشكلية.

ترتيب إلهي حكيم

استشهد الشيخ خالد الجندي بآيات من سورة الأحزاب لتوضيح هذا الترتيب، مثل قوله تعالى: "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولًا معروفًا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة" (سورة الأحزاب: 32-33).

 وبيّن أن الله سبحانه وتعالى بدأ بتوجيهات أخلاقية متعلقة بالتقوى وحسن القول والتصرف القويم، قبل أن يأمر بإقامة الصلاة، وهو ما يدل على أن الإسلام يعلي من شأن الأخلاق كركيزة أساسية لبناء المجتمع.

ترتيب الأولويات

وأوضح أن الأخلاق ليست مجرد مكمل للعبادات، بل هي أساس الاستقامة التي تعطي للعبادة معناها الحقيقي. فالعبادات التي تُؤدى دون وعي بأثرها الأخلاقي تفقد قيمتها الجوهرية، مشيرًا إلى أن الإسلام يسعى لتزكية النفس وتهذيب الأخلاق قبل أي شيء آخر.

وأضاف الشيخ الجندي أن الإسلام وضع العقيدة في المرتبة الأولى، باعتبارها الأساس الذي تنبني عليه الأعمال الصالحة، حيث بدون العقيدة السليمة تصبح الأعمال مجرد مظاهر جوفاء، كما جاء في قوله تعالى: "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورًا" (سورة الفرقان: 23).

وأشار إلى أن العبادات تنقسم إلى نوعين: طاعات فردية مثل الصلاة والصيام، ومعاملات تتعلق بالناس كالصدق والأمانة. وبيّن أن حسن الخلق مقدم على أداء العبادات الشكلية، لأن الهدف من العبادات هو تهذيب النفس وتحقيق التقوى.

الصبر والخشوع

استشهد الجندي بقول الله تعالى: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" (سورة البقرة: 45)، موضحًا أن الصبر والخشوع يسبقان الصلاة، مما يعكس ضرورة إعداد النفس وتزكيتها قبل أداء العبادات.

 وأكد أن الخشوع هو العمود الفقري للعبادة، وأن الإسلام ليس دين مظاهر أو شكليات، بل دين يهدف إلى بناء النفس من الداخل وترتيب أولويات الإنسان لتحقيق العبودية الحقة لله.

الإسلام دين التوازن

وأكد أن الإسلام دين ترتيب الأولويات والتوازن بين مختلف جوانب الحياة. فلا قيمة لعبادة تخلو من الأخلاق، ولا معنى للأخلاق دون عقيدة صحيحة. وأوضح أن تحقيق العبودية لله يتطلب توازنًا دقيقًا بين العقيدة والأخلاق والعبادة، مشيرًا إلى أن الالتزام الحقيقي بالإسلام يبدأ من بناء النفس على القيم القرآنية، لتنعكس هذه القيم في سلوك المسلم وأفعاله، بما يحقق مجتمعًا متماسكًا تسوده الرحمة والتراحم.

تم نسخ الرابط