بعد نجاة الرئيس الأرجنتيني.. أبرز محاولات اغتيال زعماء العالم|تقرير

خرج الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي سالما بعد تعرّضه، أمس الأربعاء، خلال مشاركته في تجمّع انتخابي، للرشق بحجارة وزجاجات من قبل متظاهرين مستائين من فضيحة فساد مفترضة في الدوائر المقرّبة منه، بحسب مراسل وكالة "فرانس برس".

 وقد أعادت تلك الواقعة إلى الواجهة سلسلة من محاولات الاغتيال التي استهدفت زعماء العالم عبر العقود، والتي كادت تغيّر مجرى التاريخ في بعض الحالات، فيما نجت شخصيات أخرى من الموت بأعجوبة. وفي هذا التقرير، نستعرض أبرز تلك المحاولات التي هزّت عواصم العالم، وكشفت هشاشة الأمن حتى حول أقوى الشخصيات السياسية.

 جون كينيدي – الرئيس الأمريكي (1963): اغتيال غيّر أمريكا

في 22 نوفمبر 1963، اغتيل الرئيس الأمريكي جون كينيدي أثناء موكب رئاسي في مدينة دالاس بولاية تكساس. وقد أُطلقت عليه رصاصات قاتلة من قبل لي هارفي أوزوالد، في جريمة لا تزال تفاصيلها محل جدل ونظريات مؤامرة حتى اليوم. هذا الحادث صدم الولايات المتحدة والعالم، وغيّر وجه السياسة الأميركية إلى الأبد.

جمال عبد الناصر: نجا بأعجوبة

تعرض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمحاولة اغتيال فاشلة في حادثة المنشية عام 1954 في مدينة الإسكندرية، عندما أطلق أحد أفراد جماعة الإخوان المسلمين الرصاص عليه أثناء خطاب جماهيري. ونجا عبد الناصر، واعتُبرت الحادثة لحظة فاصلة في مسار حكمه، حيث شدد قبضته على السلطة بعدها.

 رونالد ريغان – رئيس الولايات المتحدة (1981): رصاصة على أعتاب البيت الأبيض

في مارس 1981، تعرض الرئيس الأمريكي رونالد ريغان لمحاولة اغتيال أمام فندق في واشنطن، حين أطلق عليه الرصاص الشاب جون هينكلي جونيور.
أُصيب ريغان برصاصة في الصدر ونُقل إلى المستشفى، حيث تعافى لاحقاً، فيما بقيت محاولة اغتياله واحدة من أخطر الحوادث الرئاسية في العصر الحديث.

 بينظير بوتو – رئيسة وزراء باكستان: نجت مرة وقُتلت في الثانية

في عام 2007، تعرضت بينظير بوتو لمحاولة اغتيال خلال موكب انتخابي، لكنها نجت منها. بعدها بأسابيع فقط، تم اغتيالها بالفعل في هجوم انتحاري أثناء تجمع انتخابي في روالبندي، ما شكل صدمة سياسية في باكستان وأثار موجة عنف.

الملك عبد العزيز آل سعود 

في عام 1935، نجا الملك عبد العزيز آل سعود من محاولة اغتيال أثناء استقباله وفدًا من الحجاج في مكة، حيث تم إطلاق النار عليه من أحد الأشخاص. لكن حراسه تمكنوا من السيطرة على المهاجم سريعاً، وبقيت الحادثة طي الكتمان لفترة طويلة.

 فلاديمير بوتين 

تعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمحاولات اغتيال متعددة، خصوصًا في فترات حساسة من حكمه. من بين أشهر تلك المحاولات، ما أُحبط في عام 2012 خلال زيارته لإحدى الدول الأوروبية، حيث أعلنت الاستخبارات الروسية عن تفكيك خلية كانت تخطط لاغتياله.

 رجب طيب أردوغان : محاولة خلال انقلاب 2016

خلال محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا عام 2016، تعرض الرئيس رجب طيب أردوغان لمحاولة اغتيال أثناء وجوده في فندق بمنتجع مرمريس.
تمكّن من المغادرة قبل لحظات من اقتحام وحدات خاصة للفندق، في واقعة كادت أن تُنهي حكمه.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  

خلال فترة رئاسته، تعرّض ترامب لعدة تهديدات أمنية ومحاولات اغتيال فاشلة، بعضها تم الكشف عنها قبل تنفيذها. في 2018، تم القبض على شخص حاول تنفيذ هجوم مسلح في تجمع انتخابي لترامب بولاية فلوريدا. وقد تم إحباط الهجوم بسبب يقظة قوات الأمن. كما تزايدت التهديدات بعد أحداث عدة، لكنها لم تكلل بالنجاح.

وفي يوليو العام الماضي، تعرض الرئيس ترامب خلال تجمع انتخابي في بتلر بولاية بنسلفانيا، لمحاولة اغتيال فاشلة، حيث استغلها لتعزيز صورته بوصفه مرشحا قويا لا يهاب التحديات، ورفع قبضته وهتف "قاتل، قاتل!" أمام أنصاره، ما عزز من حماسة القاعدة الانتخابية له.

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان

أفادت وكالة "دفاع مقدس" الإيرانية بأن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أصيب إصابة طفيفة في ساقه، نتيجة هجوم استهدف اجتماعًا ضم كبار المسؤولين في طهران، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران.

ووفقًا لما نقلته الوكالة عن مصادر مطلعة، فإن إسرائيل نفذت محاولة اغتيال فاشلة استهدفت الرئيس بزشكيان، إضافة إلى رؤساء السلطات الثلاث وعدد من كبار قادة الدولة، وذلك ضمن هجوم دقيق خلال اليوم الرابع من العدوان.

وجاء في التقرير أن الهجوم استهدف اجتماعًا للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، عُقد صباح الإثنين 16 يونيو، بحضور الرئيس الإيراني، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، ورئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجي، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الأمنيين، في أحد المباني الحكومية غرب طهران.

رئيس جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا 

تعرض مانديلا، رمز المصالحة والسلام، لمحاولات اغتيال فاشلة أثناء نضاله ضد نظام الفصل العنصري. تم إحباط العديد من المخططات التي كانت تهدف لاغتياله خلال السجن وبعد إطلاق سراحه، حيث ظل هدفاً لمعارضيه حتى بعد توليه الرئاسة.

 الرئيس الأرجنتيني (2025): رصاصة لم تُطلق

في حادثة دراماتيكية، نجا الرئيس الأرجنتيني مؤخرًا من محاولة اغتيال حين وجه أحد الأشخاص سلاحًا نحوه وسط حشد، لكن السلاح لم يُطلق رغم الضغط على الزناد، لأسباب لا تزال قيد التحقيق.

رغم الحراسة المشددة التي تحيط برؤساء الدول، تبقى محاولات الاغتيال جزءًا من التاريخ السياسي، تعكس الصراعات والتوترات التي تتجاوز البروتوكولات والحواجز الأمنية. ونجاة الزعماء أو سقوطهم  في مثل هذه الحوادث لا يغير فقط مصير الأفراد، بل قد يعيد تشكيل خرائط سياسية واقتصادية بأكملها.