الأكبر في تاريخ النزاعات: غزة تتحول إلى مقبرة للصحفيين

قالت صحيفة واشنطن بوست إن ملاحقة المسؤولين عن مقتل الصحفيين الفلسطينيين في غزة تبدو مهمة شبه مستحيلة، رغم التوثيق الواسع للضحايا، ومقارنةً بما جرى في مجزرة الفلبين عام 2009 التي سقط فيها 32 صحفياً، رأت الصحيفة أن ما يحدث في غزة أسوأ وأعمق وأكثر تجاهلاً دولياً.

ورغم صدور أحكام قضائية بعد عقد من الزمن ضد منفذي المذبحة في الفلبين، إلا أن العدالة كانت بطيئة ومترددة، وهو ما عزّز مشاعر الإفلات من العقاب لدى الجناة، كما أضعف ثقة المجتمع الدولي بقدرة القضاء على إنصاف الصحفيين.

غزة.. أكبر حصيلة قتل للصحفيين في العالم

بحسب لجنة حماية الصحفيين، فقد قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 189 صحفياً فلسطينياً منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، وهو رقم يتجاوز مجمل ضحايا الصحفيين خلال عقدين في أفغانستان وأوكرانيا وفيتنام وكوريا مجتمعة.

ومن بين الضحايا صحفيون معروفون، وآخرون يعملون مع مؤسسات دولية. ولم يصدر أي حكم إدانة واحد حتى الآن، بما في ذلك في قضية شيرين أبو عاقلة، رغم وجود أدلة مصورة وتقارير مستقلة.

إسرائيل تنفي.. وتُحمّل حماس المسؤولية

كما تُواصل إسرائيل رفض الاعتراف بالمسؤولية المباشرة عن قتل الصحفيين، متذرعة بأنهم "جزء من البنية الإعلامية لحماس"، مما يجعلهم "أهدافًا مشروعة" على حد زعمها.

وفي الحادثة الأخيرة، ادّعت إسرائيل أن وجود "كاميرا تابعة لحماس" في الموقع المستهدف كان مبررًا للهجوم، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اضطر إلى وصف الحادث بأنه "مأساوي" بعد موجة انتقادات دولية.

وأشارت الصحيفة إلى تصاعد خطاب التحريض في الإعلام الإسرائيلي ضد الصحفيين الفلسطينيين، إذ عبّر بعض الصحفيين والمحللين عن فرحتهم العلنية بمقتلهم.

قال زفي يحزكيلي، محلل قناة i24: "فكروا في الضرر المعرفي الذي ألحقه هؤلاء الصحفيون الإرهابيون بإسرائيل".

كما أظهر استطلاع أن 76% من اليهود الإسرائيليين يعتقدون أنه "لا يوجد أبرياء في غزة"، مما يكشف عن رضا شعبي واسع عن استهداف الصحفيين وغيرهم من المدنيين.

عدالة مؤجلة

رغم الأرقام الصادمة، فإن احتمالات المساءلة القانونية أو الجنائية في المحافل الدولية ما تزال ضئيلة، خصوصاً في ظل الدعم الأمريكي لإسرائيل وشلل مجلس الأمن. ورأت الصحيفة أن الوقت يمر، والضحايا يتزايدون، والمجتمع الدولي يتفرج، في تكرار لمشهد الفلبين، لكن على نطاق أوسع وأكثر فداحة.