بعد قمة ألاسكا.. هل يجلس بوتين وزيلينسكي على طاولة واحدة؟

قال الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، إن السؤال الأكثر تداولاً في الساحة الدولية اليوم هو: هل سيجلس الرئيس الروسي بوتين مع نظيره الأوكراني زيلينسكي على طاولة الحوار، خاصة بعد المحاولات المتكررة لإرساء هدنة ولو مؤقتة، وسط تصعيد أوكراني متواصل، لا سيما ضرب منشآت الطاقة؟
سؤال الساعة ويطرح بكثرة في الغرب
وقال قناة، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، إن هذا السؤال هو سؤال الساعة ويطرح بكثرة في الغرب، حيث يُصور اللقاء بين الزعيمين كأنه قادر على حل جميع مشاكل أوكرانيا والعالم، لكن الأزمة تتجاوز المشهد الروسي-الأوكراني لتشمل أطرافاً متعددة وأبعاداً جيوسياسية معقدة.
وأشار إلى أن هناك تصريحات رسمية تؤكد استعداد بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات، ولكن ضمن شروط واضحة واتفاق على جدول أعمال محدد، بعيداً عن استعراضات إعلامية قد تمنح الرئيس زيلينسكي مكاسب سطحية.
ونوه بأن المرحلة الراهنة تشهد خطراً متزايداً، مع استمرار التصعيد العسكري الأوكراني والتوترات السياسية، مشيراً إلى أن المعادلة الأوروبية تواجه صعوبات كبيرة بسبب تعارض المصالح وعدم وجود رؤية موحدة تجاه الحل السياسي.
التصعيد الحالي من جانب أوكرانيا
وأكد أن التصعيد الحالي من جانب أوكرانيا يرجع جزئياً إلى الإحباط الأوروبي من التوجه الأمريكي الذي يفرض شروطه على المفاوضات مع روسيا، ما يجعل الأوروبيين في موقف خاسر ويدفعهم إلى دعم المزيد من التسليح والتصعيد العسكري.
وبخصوص مستقبل المعسكر الغربي، قال إن أوروبا تعاني من أزمة ثقة وغياب آليات واضحة لوقف الحرب، وأن المرحلة القادمة قد تشهد المزيد من التصعيد الإعلامي والاستفزازات، لكنها في النهاية ستشهد ضغوطاً أمريكية للتهدئة، حيث سيتم تحميل أوكرانيا والنخبة السياسية فيها مسؤولية الخسائر والهزائم.
"عملية انتحار سياسية"
وأوضح أن هناك سيناريوهات حتى لبدائل سياسية للرئيس زيلينسكي، الذي فقد كثيراً من شرعيته ومصداقيته، مشيراً إلى أن استمراره في الحكم قد يكون بمثابة "عملية انتحار سياسية"، بينما التخلي عن الأراضي قد يجعل منه خائناً أمام التيارات المتطرفة داخل أوكرانيا.
وأكد أن الدعم الغربي لزيلينسكي انخفض مع مرور الوقت، رغم الدعم المادي والعسكري الكبير الذي تلقاه في بداية الأزمة، وأن الواقع السياسي يدفع نحو بقاء الأقوى فقط.