زاسبكين: لا لقاء بين بوتين وزيلينسكي قبل تقدم ملموس في المفاوضات|فيديو

في ظل التحركات الدولية المكثفة بشأن الأزمة الأوكرانية، ناقش الدبلوماسي الروسي السابق ألكساندر زاسبكين، خلال لقاء عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، آخر المستجدات المتعلقة باحتمال عقد اجتماع ثلاثي بين موسكو وواشنطن وكييف، وموقف كل طرف من ملف الضمانات الأمنية ومستقبل التفاوض.
روسيا لا تزال تتمسك بموقفها
أوضح زاسبكين أن روسيا لا تزال تتمسك بموقفها بأن أي لقاء على مستوى القادة، سواء بين الرئيس بوتين ونظيره الأوكراني زيلينسكي، أو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن يتم إلا إذا تحقق تقدم ملموس في المفاوضات الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى أن ما يُطرح حاليًا بشأن رفع مستوى الوفود التفاوضية أو إشراك شخصيات رفيعة لا يزال غير واضح المعالم.
ونوه الدبلوماسي الروسي السابق إلى أن موسكو تنظر بعين الشك إلى دعوات الغرب لضمانات أمنية لأوكرانيا، معتبرًا أن هذه الدعوات ما هي إلا غطاء لتهيئة الجيش الأوكراني بعتاد متطور تمهيدًا لمواجهات عسكرية جديدة، مؤكدا أن روسيا ترفض أي خطة تسعى لإعادة تسليح أوكرانيا تحت مظلة الهدنة.
اللقاء المرتقب بين بوتين وزيلينسكي
أما من كييف، فقد أشار محمد العروقي، خبير الشؤون الأوكرانية إلى أن اللقاء المرتقب بين بوتين وزيلينسكي بات مؤكدًا، وفق ما عُرف من اتصالات دبلوماسية جرت مؤخرًا، لا سيما المكالمة التي جمعت ترامب وبوتين، والتي أكدت على ضرورة انعقاد هذا اللقاء، لافتا إلى أن المواقف الأوروبية والأوكرانية متوافقة إلى حد كبير، في ظل تنسيق واضح مع واشنطن، خاصة بشأن الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف لمنع تكرار الغزو الروسي.
وأكد العروقي أن القادة الأوروبيين ناقشوا هذه النقاط بشكل مباشر مع الرئيس ترامب في اجتماع رفيع جرى بالبيت الأبيض، مشيرًا إلى أن أبرز القضايا المطروحة تمثلت في شكل الضمانات المقدمة لأوكرانيا، ومدى الاستعداد لتقديم تنازلات متبادلة بين كييف وموسكو، خاصة فيما يتعلق بقضايا الأراضي.
نظام أمن مشترك إقليمي
وعند سؤاله مجددًا، أوضح زاسبكين أن روسيا لا تعارض فكرة تقديم ضمانات أمنية بشرط أن تكون في إطار "نظام أمن مشترك إقليمي"، يضم الدول الأوروبية وروسيا، كبديل عن فكرة انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، مؤكدا أن هذا التصور، الذي لطالما تبنته موسكو، يهدف إلى تفادي الصدام طويل الأمد وتحقيق استقرار دائم في المنطقة الأوروأطلسية.
ونوه زاسبكين إلى أن بعض الخبراء الأوكرانيين أنفسهم باتوا يفضلون هذا الطرح الروسي، معتبرين أن تسليح أوكرانيا ورفع قدراتها العسكرية لا يؤدي إلا إلى مزيد من الحروب، بينما النظام الأمني المشترك يمكن أن يشكل ضمانة حقيقية للطرفين.
وفي الختام، أكد زاسبكين على أهمية دور الولايات المتحدة، وتحديدًا الرئيس ترامب، في دعم هذا النظام الأمني المشترك، لما للولايات المتحدة من نفوذ على مجريات الأحداث في أوروبا الشرقية.