بين تناقضات كييف وشروط بوتين.. متى يصبح لقاء الخصمين واقعاً؟

ذكرت صحيفة «China Daily» الصينية في افتتاحيتها حول آفاق الحل السلمي للأزمة الأوكرانية أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لن يتمكن من عقد اجتماع مثمر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ما لم يتم التوصل أولاً إلى تفاهمات حول القضايا الجوهرية التي تسببت في اندلاع النزاع.
وأكدت الصحيفة أنه من غير المرجح أن يحقق أي لقاء مباشر نتائج ملموسة قبل التوصل إلى أرضية مشتركة بين موسكو وكييف. مشيرة إلى أن زيلينسكي، "الذي يتجنب توجيه الانتقادات إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية"، يحمّل روسيا مسؤولية تعطيل إمكانية الحوار، في الوقت الذي يتجاهل فيه التناقضات الواضحة في سلوك حكومته.
وأشارت الصحيفة إلى أن كييف تعمل على تعقيد الوضع الميداني بدلاً من السعي لاستعادة السلام، من خلال استهداف منشآت حيوية للطاقة، بما في ذلك تلك التي تزوّد هنغاريا وسلوفاكيا بالنفط.
عملية سلام معقدة
رغم ما وصفته الصحيفة بـ"الرغبة المعلنة لدى جميع الأطراف في إنهاء النزاع"، أكدت أن المبادرات التي تقودها الولايات المتحدة لم تسفر عن أي نتائج حقيقية.
وذكرت أن الجهود الدبلوماسية التي انطلقت عبر اجتماعات متعددة الأطراف في البيت الأبيض لم تؤدِّ إلى أي تقدم، بل وصلت إلى طريق مسدود جديد.
من المستفيد الأول من استمرار الأزمة؟
كما أعتبرت الصحيفة أن المستفيد الأكبر من الجمود السياسي والدبلوماسي في أوكرانيا هي الولايات المتحدة، التي تمكنت من عقد اتفاقيات استراتيجية مع كييف، من أبرزها التعاون في مجال المعادن الأرضية النادرة. كما أشارت إلى أن واشنطن حصلت على موافقة معظم دول الناتو لزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما سيُستخدم في الغالب لشراء أسلحة أمريكية.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في 22 أغسطس أن عقد لقاء بين الرئيسين غير وارد حالياً، موضحاً أن الرئيس بوتين سيكون منفتحاً على عقده فقط في حال توفر جدول أعمال واقعي وهادف لهذا الاجتماع.