حكمت الهجري يدعو المجتمع الدولي إلى دعم مطلب انفصال السويداء عن سوريا

دعا الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، المجتمع الدولي إلى دعم مطالب الطائفة بإقامة "إقليم منفصل" يضمن حمايتهم، وذلك في أعقاب التطورات الأمنية الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء.
وفي كلمة ألقاها عقب إعلان تشكيل قوة عسكرية محلية جديدة تحت مسمى "الحرس الوطني"، قال الهجري: "بدأنا مرحلة جديدة بعد المحنة الأخيرة، التي استهدفت وجود الطائفة الدرزية ومحاولة إبادتها".
وزعم حكمت الهجري في كلمته، اليوم الإثنين، أن تشكيل هذا الكيان العسكري جاء لضمان الدفاع عن الأرض والوجود الدرزي، بضمانة دولية، وفق تعبيره.
ووجه الهجري شكره إلى الدول والمجتمعات التي دعمت الطائفة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ودروز إسرائيل، مشيرًا إلى أنهم لم يتخلوا عنهم خلال الأزمة الأخيرة.
وأضاف حكمت الهجري زاعمًا: "نحن دعاة سلام، لكن من حقنا المشروع أن ندافع عن أنفسنا، ولن نكون طرفًا في الاعتداء على أحد".
وكانت 30 فصيلاً مسلحاً في السويداء قد أعلنوا، في تسجيل مصور الأسبوع الماضي بحضور الشيخ حكمت الهجري، اندماجهم تحت لواء "الحرس الوطني"، بهدف الإشراف على الأوضاع الأمنية في المحافظة، وتشكيل قوة محلية موحدة.
موقف متحول من دمشق إلى المطالبة بالانفصال
ومنذ سقوط نظام الأسد، اتخذ الشيخ حكمت الهجري موقفًا متحفظًا تجاه السلطات الجديدة في دمشق، حيث دعا إلى تشكيل حكومة تشاركية، واعتماد دستور مدني، وإنشاء جيش وطني، مقترحًا اعتماد نظام لا مركزي لإدارة البلاد، واشترط حينها تنفيذ هذه المطالب لبدء أي تعاون مع إدارة ما بعد الأسد.
وفي تصريحات سابقة، شدّد على أن فصائل السويداء لن تقوم بتسليم سلاحها إلا بعد أن تتشكل الدولة على أسس وطنية جامعة، وتستقر أوضاعها السياسية.
لكن موقفه أصبح أكثر تصلبًا عقب اشتباكات يوليو الماضي التي اندلعت بين فصائل درزية وقبائل عربية في محافظة السويداء، إذ رفض استقبال وفود من حكومة دمشق، وأعلن موقفًا صريحًا برفض التعامل مع السلطة المركزية، مطالبًا بالانفصال.
نشاط الهجري السياسي في سوريا
تولى حكمت الهجري منصب "شيخ العقل" للطائفة الدرزية في سوريا بعد وفاة شقيقه الشيخ أحمد الهجري في حادث سير عام 2012، وعلى مدى قرابة عقد، حافظ على علاقات جيدة مع النظام السوري، لكن هذا الموقف بدأ في التغير عام 2021، حيث أبدى دعمه لحركة الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في السويداء ضد نظام الأسد.
واستمرت هذه الاحتجاجات حتى ديسمبر الماضي، حين سقط النظام بشكل نهائي، وفرّ بشار الأسد بعد معارك عنيفة قادتها فصائل المعارضة، أبرزها "هيئة تحرير الشام".
ومنذ ذلك الوقت، برز الهجري كأحد الأصوات الأكثر صراحة في مطالبة المجتمع الدولي بتوفير حماية للطائفة الدرزية، وإعادة رسم شكل الدولة السورية على أسس جديدة، تنهي عقودًا من الحكم المركزي، وتضمن تمثيلاً عادلاً لكل مكونات البلاد، حسب تعبيره.