غزة في مهب التصعيد.. إسرائيل تنقلب على مبادرات التهدئة

كشفت وسائل إعلام عبرية عن تحول مفاجئ وجذري في الموقف الإسرائيلي تجاه التفاوض مع حركة حماس، يشير إلى تعقيد إضافي في مسار الجهود الرامية لوقف الحرب على قطاع غزة أو التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن المحتجزين.
ووفقًا لما أوردته القناة 12 العبرية، صرّح مسؤولون إسرائيليون كبار بأن المبادرة التي قدمها الوسطاء لم تعد مطروحة على الطاولة، وأن إسرائيل أبلغت الوسطاء بشكل واضح بأن أي اتفاق مستقبلي مع حماس سيقتصر فقط على الإفراج الكامل عن الرهائن وإنهاء الحرب وفق شروط تحددها إسرائيل وحدها.
وأكد المسؤولون الإسرائيليون أن العملية العسكرية الجارية منفصلة تمامًا عن مسار المفاوضات، ولن يتم تعليقها أو تقييدها بأي صفقة محتملة، موضحين أن الحرب ستتواصل بكامل قوتها بالتزامن مع أي جهود تفاوضية قادمة.
توسيع العمليات العسكرية في غزة
وفي السياق، أبرزت القناة العبرية تصريحات رئيس أركان جش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير، الذي شدد على أن جيش الاحتلال يعتزم توسيع عملياته العسكرية، مع التركيز على مدينة غزة، في إطار سعيه لتحقيق الأهداف الكاملة للحرب.
أشارت القناة إلى أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو لم يبت بعد في مسألة استمرار الوفد التفاوضي الحالي الذي زار الدوحة مؤخرًا، وسط توقعات بإمكانية إعادة رئيس الموساد دادي برنياع إلى الفريق، خاصة بعد لقائه الأخير مع رئيس وزراء قطر، ومن المتوقع أن تصدر المؤسسة الأمنية القرار النهائي خلال وقت قريب.
وفي ذات الإطار، ذكرت صحيفة "معاريف" عن مصادر سياسية أن تحديد موقع جديد لاستئناف المفاوضات قد يتم خلال اليومين أو الثلاثة القادمين، وسط ترجيحات بأن يُحسم الأمر خلال اليوم.
تكتيك "الاحتلال البطيء" في غزة
من جانبها، أوضحت صحيفة "هآرتس" أن قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها رئيس الأركان، نقلت للمستوى السياسي أهمية استغلال المكاسب الميدانية للجيش كورقة ضغط في سبيل صفقة تبادل أسرى، حتى لو كانت جزئية.
وفي تطور ميداني بارز، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله إن خطة احتلال مدينة غزة ستبدأ فور الانتهاء من عملية تطويقها، وهي خطوة يُتوقع أن تستغرق شهرين.
ووفقًا للمصدر العبري ، فإن إيال زامير يفضل أن يتم التقدم على الأرض بشكل تدريجي وبطيء لتقليل الخسائر بين الجنود، وتفادي تعريض حياة الرهائن للخطر.