أزهري يصف تزوير رغبات طالبة الطب: خيانة تفوق أمراض الجسد |خاص

أثارت واقعة الطالبة عائشة التي عرفت بـ "طالبة العبور" تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تزوير صديقتها المقربة في رغبات تنسيق القبول بالجامعات، والتلاعب ببياناتها دون علمها
وفي هذا السياق قال الدكتور إبراهيم رضا، أحد علماء الأزهر الشريف، إن خيانة الأمانة وغدر الصديق لا يقلان خطورة عن أي مرضٍ عضوي يفتك بالجسد، بل إن “أمراض القلوب” هي الأشد فتكًا لأنها لا تُرى بالعين ولا تُقاس بالأجهزة الطبية، لكنها تدمّر النفوس والعلاقات والمجتمعات.
وأوضح رضا في تصريحات خاصة ل " نيوز رووم "أن الشرع الحنيف صنّف هذه الآفات تحت مسمى “أمراض القلوب”، والتي تحدث عنها الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين، مؤكدًا أن القلب قد لا يتصدع كما يتصدع الجسد، لكن داءه أدهى وأمرّ.
وأضاف أن القلوب الماكرة والحاسدة حين تستبد بها الغيرة وتتوحش من الحسد المذموم، تبلغ درجة تمني زوال النعمة عن الغير، وهو ما حذّر منه القرآن الكريم في قوله تعالى: “أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله”، لافتًا إلى أن أخطر ما في الأمر أن صاحبة القلب المريض لا تكتفي بالحسد فقط، بل قد تُقدم على الغش والخيانة، كما يحدث في تزوير الأوراق أو الرغبات لإيذاء الغير، وهذا من كبائر الذنوب.
وأكد رضا أن التوبة تبقى بابًا مفتوحًا مهما بلغت خطايا الإنسان، بشرط أن يُقلع عن الذنب، ويندم عليه، ويسترضي صاحبه إن كان الظلم متعلقًا بحقوق العباد، مشددًا على أن الله تعالى يغفر الذنوب جميعًا إلا الشرك به، كما قال عز وجل: “إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ”.
واختتم رضا كلامه بالقول: “نحن نتصدّى للأمراض الجسدية بالدواء والعلاج، لكننا في حاجة أكبر إلى مواجهة أمراض القلوب بالذكر، والاستغفار، وردّ المظالم إلى أصحابها، وإلا فإن المكر والخيانة لا تُمحى إلا بالرجوع إلى الله وإرضاء من ظُلم”
عالم أزهري يحسم الجدل حول أرباح التيك توك
حسم الدكتور إبراهيم رضا من علماء الأزهر الشريف، الجدل المثار حول حكم الأرباح التي يجنيها البعض من تطبيق التيك توك، مؤكدًا أن الكسب من هذا التطبيق لا يُحرم لذاته، بل يتوقف الحكم فيه على نوعية المحتوى وطبيعة النية.
وقال الدكتور إبراهيم رضا: في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم: الكسب من التيك توك حلال إذا كان المحتوى هادفًا نافعًا، يعكس قيم المجتمع، وينشر الفضيلة، ويبتعد عن الابتذال والإثارة الرخيصة. فإذا كان الشخص يقدم محتوى تعليميًا، دينيًا، أو اجتماعيًا محترمًا، ويستفيد منه الناس، فلا مانع شرعًا من الكسب منه”.
وأضاف:“أما من ينشر الفساد، أو يثير الغرائز، أو يخوض في أعراض الناس، أو يستعرض خصوصيات البيوت وأسرارها طلبًا للمشاهدات والمال، فإن كسبه حرام شرعًا، لأنه مبني على الإضرار بالناس وإفساد الذوق العام”.
وشدد إبراهيم رضا على أهمية مراقبة النية والتأكد من أن الوسيلة لا تبرر الغاية، متابعًا:“الناس تحوّلت من صنعة اليد إلى صنعة المحتوى، لكن لا بد أن نُدرك أن الله يرزق من الحلال، ولن يبارك في مال أُخذ من طريق الحرام حتى وإن كثر”.
وختم حديثه برسالة للشباب:“اجعلوا من وسائل التواصل بابًا للخير لا بابًا للفتنة. واعلم أن كل مشهد، وكل كلمة، وكل دقيقة تُعرَض للناس، ستُسأل عنها أمام الله عز وجل”