عاجل

تسريبات من اجتماع سري تكشف انهيارات بين قادة إسرائيل حول الاحتلال والتجويع

اجتماع المجلس الوزاري
اجتماع المجلس الوزاري السياسي والأمني في  إسرائيل "

يترقّب الإسرائيليون ما وُصف بـ"الاجتماع العاصف" للمجلس الوزاري السياسي والأمني، في ظل خلافات جوهرية بين القيادة السياسية والعسكرية حول الخيارات المطروحة في غزة، خصوصًا ما بين صفقة تبادل الرهائن والاحتلال الكامل للقطاع.

ووفقا لتسريبات نشرتها القناة «12 العبرية» كشفت عن تلاسُنٍ نادر وعنيف دار خلف الأبواب المغلقة بين رئيس الأركان إيال زامير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وسط توتر متزايد وضغوط دولية متزايدة لتحديد مستقبل العملية الإسرائيلية.

اجتماع شبه سري

في اجتماع شبه سري ضم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورؤساء كتل الائتلاف، وكبار مسؤولي الأمن والجيش يوم الخميس الماضي، دار نقاش حاد حول خطة احتلال غزة التي بدأت فعلياً دون إعلان رسمي.

وقال رئيس الأركان إيال زامير: "لا يمكننا تحديد جدول زمني لإخلاء مليون فلسطيني، الأمر معقّد ويتطلب تخطيطًا دقيقًا."

لكن سموتريتش قاطعه بانفعال: "أنت مُكلف بإجراء سريع. من لا يُخلِي، لا تعطوه ماءً ولا كهرباء. دعوه يجوع أو يستسلم. هذا ما نريده، وأنت قادر على تنفيذه."

ولم يكن سموتريتش وحيدًا؛ إذ انضم إليه وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، متهماً الجيش بالخوف من الانتقادات الدولية.

زامير : "أنتم لا تفهمون شيئًا!"

في لحظة نادرة من الانفعال، صرخ رئيس الأركان بوجه سموتريتش وبن غفير، قائلاً:"أنتما لا تفهمان شيئًا! لا تعرفان ما هو اللواء، ولا ما هي الكتيبة. العمليات تحتاج إلى وقت، لا إلى شعارات فارغة!"

وأشار زامير إلى أن الجيش يعمل على عدة محاور ميدانية في خان يونس ورفح، في ظل تعتيم إعلامي مقصود لتفادي كشف تفاصيل الخطة العسكرية.

نتنياهو يراقب بصمت.. وترامب يضغط 

ومن اللافت أن نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس لم يتدخلا في النقاش الحاد، رغم تصاعد التوتر داخل الجلسة، لكن مصادر أشارت إلى أن نتنياهو بدا راضيًا عن الهجوم على زامير.

وبحسب القناة 12، فقد تحدّث لاحقًا كل من نتنياهو والوزير رون ديرمر عن "الحل السياسي"، مشيرين إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يضغط من أجل تحرك عسكري سريع.

وقال ديرمر: "لدينا دعم سياسي أمريكي غير مسبوق، لكن الوقت ليس مفتوحًا. أمامنا ستة أشهر فقط، وترامب يريد حسمًا لا استنزافًا .. فهو لا يريد إطالة أمد الحرب ."

التجويع والنزوح

وكشف النقاش المسرب كشف نية بعض الوزراء استخدام التجويع أداةً لفرض النزوح الجماعي من غزة، وهي خطة وصفها مراقبون بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. وبينما يحذّر الجيش من تداعيات تنفيذ هذا الخيار في ظل عدسات العالم، يصرّ وزراء من اليمين المتطرف على المضي في سياسة "الضغط الأقصى"، مهما كانت الكلفة الإنسانية أو السياسية.

وتؤكد هذه التسريبات أن صراعات داخلية عميقة تشقّ القيادة الإسرائيلية بين رؤية عسكرية حذرة وخطاب سياسي متطرف ومتهور، في وقت تواجه فيه تل أبيب ضغوطًا خارجية غير مسبوقة لتوضيح أهدافها النهائية في غزة.

تم نسخ الرابط