لحماية التصنيع المحلي.. ترامب يهدد برسوم تصل إلى 250% علي شركات الأدوية

وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرات شديدة إلى شركات الأدوية الكبرى، ملوّحًا بفرض رسوم جمركية تصل إلى 250%، ما يُنذر بإعادة تشكيل واحدة من أكثر الصناعات حساسية واستراتيجية في العالم. ويأتي هذا التحرك ضمن سياسة ترامب المتشددة لحماية التصنيع المحلي، وإعادة توطين سلاسل التوريد الحيوية في الولايات المتحدة.
كما أن معركة ترامب ضد شركات الأدوية ليست وليدة اللحظة، بل بدأت منذ أيامه الأولى في البيت الأبيض عام 2017، حين اتهمها بـ"استغلال المستهلك الأمريكي"، متوعدًا بخفض الأسعار في برامج "ميديكير" و"ميديكيد". ورغم بعض التراجعات المؤقتة في الأسعار، إلا أن بيانات مجلس الشيوخ أكدت استمرار ارتفاعها خلال ولايته الأولى، ما فتح الباب للتشكيك بفعالية نهجه.
ثلاثة دوافع خلف تصعيد ترامب الجديد
1. الفجوة السعرية العالمية:
يري الرئيس ترامب أن الأمريكيين يدفعون أضعاف ما تدفعه دول أخرى مقابل الأدوية ذاتها، مطالبًا بربط الأسعار المحلية بـ"أدنى سعر عالمي".
2. الاعتماد على الخارج:
كما يريد ترامب تقليص الاعتماد على الاستيراد، خصوصًا أن 50% من المواد الفعالة في الأدوية الأمريكية تأتي من الخارج، بتكلفة سنوية تتجاوز 213 مليار دولار.
3. الابتكار دون مقابل:
ويتهم ترامب الشركاء الدوليين بـ"سرقة الابتكار الأمريكي" دون تحمّل التكاليف، ويهدد الشركات المتعددة الجنسيات برسوم تصاعدية تبدأ من 25% وقد تصل إلى 250%.
في مواجهة الضغط السياسي، لجأت شركات مثل "فايزر" و"نوفارتس" إلى تجميد زيادات الأسعار أو طرح خصومات مباشرة للمستهلكين، في محاولة لامتصاص الهجوم. كما دخلت شركات مثل GSK وBristol Myers Squibb في مفاوضات مباشرة مع إدارة ترامب، لتجنّب الرسوم وتحقيق توازن بين الأرباح ومتطلبات السوق.
وعقب تهديدات ترامب، فقد شهدت أسهم شركات الأدوية العالمية تراجعًا جماعيًا في 12 مايو 2025:
- هبوط بنسبة 2-4% لأسهم "فايزر"، "ميرك"، و"إيلي ليلي" في الولايات المتحدة
- تراجع 3-7% لأسهم "أسترازينيكا"، "روش"، و"GSK" في أوروبا
- انخفاض 5-7% في طوكيو وسول لشركات آسيوية مثل "تشوغاي" و"تاكيدا"
- كما قدرت رابطة شركات الأدوية الأمريكية (PhRMA) أن المقترحات الأمريكية قد تُكلّف الصناعة تريليون دولار خلال 10 سنوات.
هل تتأثر أسعار الأدوية عالميًا؟
كما لا يقتصر تهديد ترامب تأثيره على الداخل الأمريكي، بل يُهدد باضطراب عالمي في تسعير وتوزيع الأدوية. إذ تعمل كبرى الشركات عبر سلاسل توريد دولية معقّدة، وأي ارتفاع في التكاليف الأمريكية سينعكس على الأسعار في أوروبا، آسيا، والشرق الأوسط. وفي بريطانيا، رفعت "إيلي ليلي" سعر دواء التخسيس "ماونجارو" بنسبة 170% تحسبًا لضغوط أميركية. وحذرت مؤسسات مثل "بروكنغز" من نقص الأدوية المكافئة وتأثير ذلك على الدول النامية.
كما تشير تقديرات موقع KFF إلى أن شركات التأمين الأمريكية بدأت في تسعير تأثير الرسوم الجديدة ضمن ميزانيات 2026، ما يعني أن المرضى سيشعرون بالأثر تدريجيًا من خلال ارتفاع أقساط التأمين وتكاليف الدواء.