باحث: مشروع بحثي مبتكر يتنبأ بإصابات العمل قبل وقوعها عبر الذكاء الاصطناعي

في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا وتفرض تحديات غير مسبوقة على الصناعات التقليدية، برزت نماذج نسائية ملهمة تعيد رسم المشهد العلمي والإنساني، من بينها الدكتورة دعاء قاسم، الباحثة بكلية صناعة السكر والصناعات التكاملية، والتي تقود مشروعًا بحثيًا يُعد الأول من نوعه على مستوى الجمهورية، ويهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال السلامة المهنية داخل مصانع السكر.
كلية صناعة السكر هي الكلية الوحيدة من نوعها في مصر
وفي خلال مداخلة عبر "زووم" عبر قناة إكسترا نيوز، أوضحت الدكتورة دعاء أن كلية صناعة السكر هي الكلية الوحيدة من نوعها في مصر، وتهدف لتأهيل كوادر بشرية متخصصة في مجال صناعة السكر، بداية من مراحل الزراعة وحتى الصناعات التكاملية الناتجة عنها، مثل إنتاج الورق والأسمدة والزيوت.
وأكدت الباحثة أن مشروعها البحثي جاء نتيجة ملاحظة ميدانية أثناء زيارة بحثية لأحد مصانع السكر، حيث رصدت ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الإصابات بين العمال، رغم تطبيق إجراءات السلامة التقليدية، وهو ما دفعها للتفكير في حلول غير تقليدية.
المشروع يركز على الظروف البيئية المحيطة بالعامل
وأشارت قاسم إلى أن المشروع يركز على الظروف البيئية المحيطة بالعامل، مثل الحرارة، والضوضاء، والرطوبة، ومدى تأثيرها المباشر على صحته وسلامته، مؤكدة أن "الذكاء الاصطناعي لا يكتفي برصد الإصابات، بل يمتلك القدرة على التنبؤ بها قبل وقوعها، مما يسمح بإجراءات وقائية مسبقة".
وحول آلية العمل، نوهت الباحثة إلى أن الذكاء الاصطناعي يقوم بتحليل البيانات البيئية وعوامل الخطر وتاريخ الإصابات السابقة، لتحديد الأماكن الأكثر عرضة للمخاطر، والأوقات التي يحتمل فيها وقوع حوادث، ما يسمح بإطلاق إنذارات مبكرة تُرسل إلى مديري المصانع عبر الهواتف المحمولة، لتنبيههم باتخاذ إجراءات عاجلة.
الذكاء الاصطناعي في مجال السلامة المهنية
وأكدت دعاء قاسم أن بحثها يُعد الأول على مستوى مصر والعالم العربي الذي يوظف الذكاء الاصطناعي في مجال السلامة المهنية بمصانع السكر، مشيرة إلى أن معظم الأبحاث السابقة اعتمدت فقط على الإحصاءات التقليدية.
كما تحدثت الدكتورة دعاء عن التحديات التي واجهتها، خاصة في بداية عملها الميداني داخل المصانع بصعيد مصر، موضحة أن كونها امرأة تعمل في بيئة صناعية رجالية أثار بعض التحفظات في البداية، لكنها وجدت دعمًا كبيرًا من الإدارات والعاملين بمجرد توضيح أهداف المشروع وفوائده لهم.
واختتمت الباحثة حديثها بالتأكيد على أن الحفاظ على سلامة العامل هو أحد أهم مفاتيح تحسين جودة الإنتاج وزيادة العائد الاقتصادي، مشيرة إلى أنها تسعى لتوسيع نطاق المشروع مستقبلًا ليشمل قطاعات صناعية أخرى.