محمد كمال: الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح الفن العربي|فيديو

أكد الناقد الفني محمد كمال أن التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، باتت تمتلك القدرة على إعادة صياغة ملامح المشهد الفني والإبداعي في العالم العربي، جاء ذلك خلال لقائه عبر شاشة إكسترا نيوز، حيث تناول العديد من المحاور المرتبطة بعلاقة الفن بالتقنية الحديثة، ومدى إمكانية استغلال الذكاء الاصطناعي في تطوير الصناعة الفنية بشكل كامل.
الذكاء الاصطناعي ركيزة المستقبل الفني
أوضح محمد كمال أن التطور التكنولوجي المتسارع لم يعد مقتصراً على المجالات الصناعية أو العلمية فقط، بل امتد ليشمل القطاع الفني بجميع فروعه، بدءاً من السينما والدراما مروراً بالموسيقى والمسرح وحتى الفنون التشكيلية، وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يلعب دوراً محورياً في تحسين جودة الإنتاج الفني وخفض التكاليف مع الحفاظ على الإبداع والابتكار.
كما أشار إلى أن العالم اليوم يشهد سباقاً تقنياً ضخماً، وأن من يتأخر عن إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي في حياته اليومية، وخاصة في مجال الصناعات الإبداعية، سيجد نفسه خارج المنافسة خلال سنوات قليلة.
السينما والدراما بين الإبداع والتكنولوجيا
أكد الناقد محمد كمال أن صناعة السينما والدراما المصرية قادرة على الاستفادة بشكل كبير من أدوات الذكاء الاصطناعي. فهذه التقنيات يمكن أن تساعد في كتابة السيناريوهات، وتصميم المؤثرات البصرية، وتحسين عمليات المونتاج والإخراج بشكل أسرع وأكثر دقة.
ولفت الانتباه إلى أن العديد من شركات الإنتاج العالمية بدأت بالفعل في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتقليل الوقت والتكاليف، مشيراً إلى أن مصر تملك الكفاءات البشرية التي يمكنها مواكبة هذا التطور إذا تم الاستثمار بشكل صحيح.
الموسيقى والفنون التشكيلية في عصر الذكاء الاصطناعي
وتحدث محمد كمال عن إمكانية توظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة الموسيقى، حيث يمكن للبرمجيات المتطورة أن تؤلف مقطوعات موسيقية جديدة أو تساعد الفنانين في خلق تجارب صوتية غير مسبوقة. كما يمكن للفنانين التشكيليين استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لإنتاج لوحات إبداعية أو دمج المدارس الفنية المختلفة في أعمال فنية مبتكرة.
وأشار إلى أن هذه الأدوات لا تهدف إلى إلغاء دور الإنسان المبدع، بل تعمل على فتح آفاق جديدة أمامه وتمنحه مساحة أوسع للتجريب والابتكار.
التحديات التي تواجه الفن مع الذكاء الاصطناعي
على الرغم من الفوائد الكبيرة، شدد الناقد محمد كمال على أن هناك تحديات حقيقية تواجه إدماج الذكاء الاصطناعي في مجال الفن. من أبرز هذه التحديات قلة الوعي لدى بعض الفنانين بأهمية هذه التقنيات، إضافة إلى المخاوف من فقدان الطابع الإنساني للأعمال الفنية.
وأكد أن التغلب على هذه التحديات يتطلب برامج تدريبية وورش عمل متخصصة لتعليم الفنانين كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح ومتوازن.
التجارب العالمية والإلهام لمصر
أوضح محمد كمال أن هناك تجارب عالمية ملهمة في مجال دمج الذكاء الاصطناعي بالفنون، مثل التجربة الأمريكية في هوليوود والتجربة الكورية الجنوبية في الموسيقى، والتي استطاعت أن تحقق نجاحات باهرة على المستويين الفني والتجاري.
وشدد على أن مصر، باعتبارها قبلة الفنون في العالم العربي، يجب أن تسعى لتبني هذه التجارب وتطويرها بما يتناسب مع خصوصية الثقافة المصرية والعربية.
أهمية الاستثمار في البنية التكنولوجية
لفت الناقد الفني إلى أن نجاح أي تجربة لدمج الذكاء الاصطناعي بالفن يتوقف على وجود بنية تحتية تكنولوجية قوية، تشمل مراكز بحثية متخصصة، ودعم حكومي ومؤسسي، إضافة إلى تعاون بين المبدعين وشركات التكنولوجيا. وأكد أن الاستثمار في هذا المجال لن يعود بالنفع فقط على الفنانين، بل على الاقتصاد الوطني ككل.
واختتم محمد كمال حديثه عبر شاشة إكسترا نيوز بدعوة المؤسسات الفنية والإعلامية في مصر والعالم العربي إلى تبني مبادرات حقيقية لدمج الذكاء الاصطناعي في مجالات الإبداع. وأكد أن مستقبل الفن مرهون بقدرة الفنانين على استيعاب هذا التحول التاريخي والتعامل معه كفرصة وليس تهديداً.