السعودية تعرب عن قلقها البالغ بعد إعلان حالة المجاعة رسميا في قطاع غزة

أعربت المملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة، عن قلقها البالغ بعد إعلان حالة المجاعة رسميا في قطاع غزة، وأدانت جرائم الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد المدنيين.
ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية السعوية بيانا عبر حسابها الرسمي عبر فيسبوك، جاء فيه: “ تعرب وزارة الخارجية عن قلق المملكة العربية السعودية البالغ، في ضوء تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وإعلان حالة المجاعة رسمياً في قطاع غزة، وإدانتها لجرائم الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد المدنيين العزل”.
وتابع البيان: “ المملكة العربية السعودية أن تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة نتيجة مباشرة لغياب آليات الردع والمحاسبة أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، وستظل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، وفي مقدمته الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، مالم يسارع بالتدخل الفوري لإنهاء المجاعة ووقف حرب الإبادة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ”.
وفي سياق منفصل قال أحمد ناجي قمحة، رئيس تحرير السياسة الدولية إن إعلان الأمم المتحدة رسميًا عن وقوع مجاعة في قطاع غزة، لا يُعد مفاجأة، بل يمثل تتويجًا لسنوات طويلة من سياسات التجويع والحصار الممنهج التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
الفيتو الأمريكي يعمق الكارثة
وأضاف، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن تقرير "مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" (IPC)، الذي استندت إليه الأمم المتحدة في إعلان المجاعة، يعكس فشلًا ذريعًا للمنظومة الدولية، ويُظهر مدى عجز المنظمة الأممية عن تنفيذ قراراتها المتعلقة بالحقوق الفلسطينية المشروعة، وهو ما وصفه بـ"عار حقيقي على جبين المجتمع الدولي".
وأوضح قمحة أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل مسؤولية كبيرة في هذه الأزمة، مشيرًا إلى أن دعمها المطلق لإسرائيل، لا سيما عبر استخدام حق النقض (الفيتو) المتكرر ضد قرارات إدانة الانتهاكات الإسرائيلية، كان له دور محوري في تعطيل الجهود الدولية لإيقاف العدوان ومنع تفاقم الكارثة الإنسانية.

وأكد أن سياسات التجويع لم تكن وليدة اللحظة، بل هي امتداد لممارسات متعمدة على مدار سنوات، هدفت إلى تركيع الشعب الفلسطيني وكسر إرادته.
المجاعة ليست طارئة بل نتيجة لسياسات ممنهجة
ونوه إلى أن المجاعة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة لم تنشأ فجأة، بل جاءت نتيجة لسياسات الحصار والحرمان التي مارستها إسرائيل طيلة الأشهر الماضية، والتي شملت منع الغذاء والدواء والماء، وكلها أفعال تندرج تحت بند "جرائم الإبادة" وفقًا للقانون الدولي.
وأشار إلى أن الدولة المصرية لطالما حذرت من هذه الممارسات، وأدانت الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين، مطالبة بوقف العدوان فورًا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود.
الخيار الفلسطيني بين الصمود والانهيار
وقال قمحة إن الهدف من هذه السياسات هو دفع الشعب الفلسطيني إلى خيارات قاسية، من خلال الضغط الإنساني والمعيشي عليه، لكن لا يزال هناك خيارات مستقبلية قابلة للتحرك من خلالها لوقف هذا المخطط، أهمها الضغط الدبلوماسي، وتفعيل الدور العربي.
من جانبه، أكد محمد أبو عفش، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، أن القطاع دخل فعليًا في مرحلة مجاعة كارثية تهدد حياة مئات الآلاف من السكان، مشيرًا إلى أن الوضع الصحي والغذائي وصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء الحرب الإسرائيلية.
وقال أبو عفش، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، إنهم طالبوا الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية مرارًا بإعلان غزة «منطقة مجاعة»، نظرًا لتفاقم الأوضاع، إلا أن الاستجابة ما زالت دون المستوى المطلوب.