ما حكم صلاة الفريضة على الكرسي.. دار الإفتاء توضح الضوابط

أكدت دار الإفتاء أن الصلاة بالقعود على الكرسي لها نفس أحكام الصلاة بالقعود على الأرض، ولا فرق بينهما من الناحية الشرعية. وأوضحت أن الشرع لم يخصص القعود بأن يكون على الأرض فقط، ولم يرد عن أحد من العلماء ما يعارض ذلك. ويأتي ذلك في إطار مراعاة تخفيف المشقة على المصلين الذين يعانون من المرض أو العجز، أو من لا يستطيعون أداء الصلاة على الأرض بشكل طبيعي

متى تجوز الصلاة على الكرسي؟

وأشارت الدار إلى أن على من ابتُلي بعذر شرعي أن يبذل وسعه لأداء الصلاة على هيئتها الكاملة قدر الإمكان، مع مراعاة الركوع والسجود. فإذا كان القعود على الكرسي لا يمنع المصلي من السجود الذي يستطيع فعله إذا جلس على الأرض، فلا حرج عليه في استخدام الكرسي. أما إذا كان جلوسه على الكرسي يمنعه من أداء الركوع والسجود الذي يمكنه فعله على الأرض، فيجب عليه حينئذ الصلاة جالسًا على الأرض، لما في ذلك من مراعاة لأركان الصلاة وشرائطها.

وأكدت دار الإفتاء أن الحديث النبوي الشريف أباح القعود في الصلاة لكل من له عذر أو مضطر، حيث جاء في صحيح البخاري عن عمرو بن حصين رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة وهو مريض، فقال: «صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنبك». والمطلق في الحديث يحتمل كل حال، سواء كان القعود على الأرض أو على شيء مرتفع كالكرسي، ما دام قد تحقق القعود في أصله.

كما أوضحت الدار أن عدم استعمال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للكرسي أثناء الصلاة ليس دليلًا على حرمة استعماله، إذ لم يرد دليل شرعي يمنع المصلي من الاستفادة من رخصة القعود لتخفيف المشقة. ولعل ترك النبي ذلك كان لاعتياد الناس على الجلوس على الأرض في صلواتهم، وليس تقييدًا للقواعد الشرعية.

ونص الفقهاء على أن من يصلي القاعد على الكرسي أو على الأرض ينبغي مراعاة استواء الصفوف، بحيث يُخصص لأصحاب الكراسي مواضع محددة، وأن يكون حجم الكراسي متناسبًا مع مساحة المسجد والمسافة بين الصفوف، لتجنب التضييق على المصلين الآخرين. وبهذا يتحقق الجمع بين مراعاة مشقة المصلي وضمان سلامة الجماعة.

الصلاة بالقعود على الكرسي جائزة شرعًا، وتساوي الصلاة بالقعود على الأرض، مع مراعاة ما يستطيع المصلي أداؤه من الركوع والسجود. ولا يجوز حرمان المصلي من هذه الرخصة أو تضييقها، فهي تحقق مبدأ الشريعة في رفع الحرج عن المكلفين، وتتيح لهم أداء عبادتهم بخشوع وراحة، مع مراعاة انتظام الصفوف في الجماعة