عاجل

ما حكم قطع قراءة القرآن لترديد الأذان وقت سماعه؟ الإفتاء توضح

الاذان
الاذان

قالت دار الإفتاء أن الأذان شُرِع ليكون إعلانًا بدخول وقت الصلاة، كما جاء في حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ» (متفق عليه).

ويُستحب لمن يقرأ القرآن أو ينشغل بذكرٍ أو عملٍ آخر إذا سمع الأذان أن يتوقف ليتابع المؤذن ويردد خلفه، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ» (متفق عليه).

ولهذا نص جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة على أن الأولى بالمسلم عند سماع الأذان أن ينصت له ويجيب المؤذن، وألا ينشغل بأي عملٍ آخر؛ لأن الأذان يفوت بينما الأعمال الأخرى يمكن تداركها، وهذا كله على سبيل الاستحباب
وقد بيَّن الزيلعي الحنفي في تبيين الحقائق (1/89) أنه لا يليق بالسامع أن يتحدث أو ينشغل بعملٍ آخر وقت الأذان، بل يقطع ما هو فيه من قراءة أو غيرها ليتابع المؤذن. وذكر النووي الشافعي في المجموع (3/118) أن متابعة المؤذن مستحبة لكل من يسمع الأذان من مسلم، سواء كان طاهرًا أو محدثًا أو جنبًا أو حائضًا أو صغيرًا أو كبيرًا، لأنها من الذكر المشروع، فإذا كان في قراءة أو درس علم أو ذكرٍ آخر قَطَع ذلك ثم عاد إليه بعد متابعة المؤذن. وكذلك قال ابن قدامة الحنبلي في المغني (1/310): إن من كان يقرأ القرآن وسمع الأذان يقطع قراءته ليجيب المؤذن، لأن الأذان يفوت بخلاف القراءة.

وبذلك يظهر أن السنة لمن يسمع الأذان أن يتابعه ويترك ما بيده من قراءة أو غيرها حتى ينتهي منه.

ما حكم قيام المسافر بالأذان للصلاة عند أدائها؟

أوضحت دار الإفتاء أنه يُستحب للمسافر أن يرفع الأذان ويقيم الصلاة، سواء أكان يصلي وحده أم مع جماعة؛ لأن الأذان من السنن المؤكدة للصلاة، يلتزم بها المقيم والمسافر على السواء.

فضل الأذان وأجر المؤذنين

الأذان من أعظم شعائر الإسلام التي حثَّ النبي ﷺ على المحافظة عليها، ورتَّب على أدائها ثوابًا كبيرًا. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
«لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» (متفق عليه).
وقد علَّق ابن رجب على هذا الحديث مبينًا أن المراد كثرة ما في الأذان والصف الأول من الأجر، حتى لو لم يكن الوصول إليهما إلا بالقرعة لتنافس الناس فيهما.

 

وروى مسلم عن معاوية رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
«المُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وفسَّره الإمام النووي بأن المراد: أنهم أكثر الناس تطلعًا إلى رحمة الله لكثرة ما يرونه من الثواب والفضل.

تم نسخ الرابط