ما حكم قيام المسافر بالأذان للصلاة عند أدائها؟.. الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء أنه يُستحب للمسافر أن يرفع الأذان ويقيم الصلاة، سواء أكان يصلي وحده أم مع جماعة؛ لأن الأذان من السنن المؤكدة للصلاة، يلتزم بها المقيم والمسافر على السواء.
فضل الأذان وأجر المؤذنين
الأذان من أعظم شعائر الإسلام التي حثَّ النبي ﷺ على المحافظة عليها، ورتَّب على أدائها ثوابًا كبيرًا. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال:
«لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» (متفق عليه).
وقد علَّق ابن رجب على هذا الحديث مبينًا أن المراد كثرة ما في الأذان والصف الأول من الأجر، حتى لو لم يكن الوصول إليهما إلا بالقرعة لتنافس الناس فيهما.
وروى مسلم عن معاوية رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال:
«المُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وفسَّره الإمام النووي بأن المراد: أنهم أكثر الناس تطلعًا إلى رحمة الله لكثرة ما يرونه من الثواب والفضل.
لماذا شُرع الأذان؟
الأذان شُرع في الأصل ليكون إعلانًا بدخول وقت الصلاة، وهو شعار يميز المجتمعات الإسلامية ويُظهر هويتهم الدينية.
حكم الأذان في الصلاة
• عند جمهور الفقهاء (الحنفية والشافعية في الأصح، والمالكية في المذهب): الأذان سُنّة مؤكدة، والمحافظة عليه من شعائر الإسلام.
• وعند الحنابلة، ورواية عن الحنفية، وقول عند المالكية، ووجه عند الشافعية: الأذان فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين.
حكم أذان المسافر
السنة دلت على أن الأذان لا يختص بالحضر، بل يُشرع للمسافر أيضًا، سواء كان منفردًا أو مع جماعة. فقد أوصى النبي ﷺ مالك بن الحويرث وصاحبه فقال:
«إِذَا سَافَرْتُمَا فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا، وَلْيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا» (رواه الترمذي والنسائي).
ولهذا ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية ومتأخري المالكية والشافعية والحنابلة إلى استحباب الأذان والإقامة للمسافر، منفردًا كان أو في جماعة.
• قال الزيلعي الحنفي: ترك الأذان والإقامة للمسافر مكروه، لأن النبي ﷺ أمر بهما في السفر، ولأن السفر لا يسقط الجماعة ولا ما يتبعها.
• وقال ابن عابدين: الأذان مشروع للفرائض في الحضر والسفر، للمنفرد والجماعة.
• وذكر الحطاب المالكي أن المتأخرين من أهل المذهب استحبوا الأذان للمسافر ولو كان منفردًا، استنادًا إلى الأحاديث الصحيحة.
• وأكد ابن الحاج أن الأذان في السفر لا ينبغي تركه لأنه من شعائر الدين، إما يؤذن بنفسه أو يأمر غيره ليُعلن شعار الإسلام.
• وقال النووي الشافعي: مذهبنا أن الأذان والإقامة سنة مؤكدة في الحضر والسفر، للجماعة والمنفرد.
• وبيَّن ابن قدامة الحنبلي أن النبي ﷺ كان يؤذن له في كل صلاة حضرًا وسفرًا، ولذلك يشرع الأذان حتى للمنفرد في السفر.
• ونص المرداوي على أن الأذان يشرع لكل مصلٍّ، سواء صلى في جماعة أو منفردًا، في الحضر أو السفر.