وزير الخارجية: لن نتوقف عن دعم الفلسطينيين حتى رفع الحصار وإدخال المساعدات

شدّد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، على أن مصر تواصل بذل جهودها السياسية والإنسانية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكداً أن القاهرة تتحمل مسؤولية ثابتة تجاه الأشقاء الفلسطينيين، وتعمل مع شركاء دوليين من أجل كسر القيود الإسرائيلية المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.
وأوضح بدرعبد العاطي، ي تصريح خاص لقناة القاهرة الإخبارية، أن مصر تتحرك على أكثر من مسار، سواء عبر التعاون مع قطر والولايات المتحدة لإنجاح المفاوضات، أو عبر ممارسة الضغوط السياسية في المحافل الدولية، مشيراً إلى أن "أيادينا بيضاء"، وأن القاهرة تتحمل مسؤولية تاريخية وأخلاقية لمساندة الشعب الفلسطيني في هذه اللحظات العصيبة.
آلاف الشاحنات متكدسة
وكشف بدرعبد العاطي عن وجود 5 آلاف شاحنة مساعدات متكدسة أمام معبر رفح، بسبب القيود الإسرائيلية التي تمنع دخولها إلى قطاع غزة، موضحاً أن هذه الشاحنات تحمل مواد غذائية وأدوية وإمدادات إغاثية عاجلة يحتاجها الفلسطينيون بشكل فوري.
وأشار بدرعبد العاطي إلى أن الإعلام الغربي نفسه شاهد حجم هذه الشاحنات، ورأى أن المبررات التي تسوقها إسرائيل لمنعها "واهية وغير إنسانية"، مؤكداً أن استمرار هذا الوضع يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في القطاع ويُفاقم معاناة المدنيين.
قيود على الاحتياجات الإنسانية
وفي سياق متصل، أوضح بدرعبد العاطي أن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بعرقلة دخول المساعدات الغذائية والدوائية، بل يضع عراقيل حتى أمام دخول الأسِرّة والكراسي المتحركة لذوي الهمم، إضافة إلى البطاطين والملاءات التي تمثل أساسيات الإغاثة الإنسانية.
وأكد بدرعبد العاطي أن هذه الإجراءات تعكس سياسة ممنهجة لحرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم الإنسانية، مشيراً إلى أن مصر ستواصل ممارسة الضغوط، وحشد الرأي العام الدولي لإلزام إسرائيل بوقف هذه الممارسات وإدخال المساعدات بشكل عاجل ودون قيود.
عدوان إسرائيلي على قطاع غزة
وفي الوقت ذاته، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي في مختلف أرجاء قطاع غزة، ما أدى إلى تدمير مساحات واسعة من البنية التحتية والأحياء السكنية، كما أكدت مصادر فلسطينية أن الاحتلال يرتكب مجازر مروعة بحق المدنيين، ضمن سياسة "التدمير الشاملة" التي ينتهجها منذ بداية العدوان.
وأسفرت هذه الهجمات عن دمار كامل لمربعات سكنية، وتشريد آلاف العائلات، في وقت يعيش فيه القطاع وضعاً إنسانياً كارثياً نتيجة الحصار المستمر، ونقص الوقود والإمدادات الطبية والغذائية الأساسية.
جثامين تحت الأنقاض
وتُظهر التقارير الواردة من داخل القطاع أن آلاف الشهداء والجرحى لا يزالون تحت الأنقاض، مع تعذّر عمليات الانتشال بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية. وأكدت المنظمات الإنسانية أن الحصار المشدد ومنع دخول المعدات اللازمة يزيد من صعوبة إنقاذ المصابين وانتشال الضحايا.
كما يشهد القطاع شللاً شبه كامل في الخدمات الطبية، مع انهيار المستشفيات ونقص الإمدادات الحيوية، ما جعل الوضع يوصف بأنه الأكثر خطورة منذ عقود، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا استمر الحصار والعدوان.
مواجهة التحديات الإنسانية
وأكد بدرعبد العاطي أن مصر لن تتوقف عن أداء دورها التاريخي والإنساني تجاه غزة، مشيراً إلى أن القاهرة تتحرك في جميع الاتجاهات، سواء عبر التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة أو عبر الضغط في المؤسسات الدولية، من أجل إيصال صوت الشعب الفلسطيني وكشف الممارسات الإسرائيلية.

وشدّد بدرعبد العاطي على أن مصر ستواصل التحرك الدبلوماسي والإنساني، ولن تتخلى عن التزاماتها، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته الكاملة لإنهاء هذه المأساة وإدخال المساعدات بشكل عاجل وفوري، مع ضرورة وقف العدوان الذي يدفع ثمنه الأبرياء من المدنيين الفلسطينيين.