روبيو: العقوبات المفروضة على الصين بسبب تكرير النفط الروسي صدمة نفطية عالمية

حذّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اليوم الاثنين من احتمال ارتفاع أسعار الطاقة إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات ثانوية على الصين لتكريرها النفط الروسي. ويأتي هذا التصريح في أعقاب تزايد التساؤلات حول سبب فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية إضافية بنسبة 25% على الهند لشرائها النفط الروسي، بينما لم تتخذ أي إجراء مماثل ضد الصين.
وقال روبيو، في مقابلة مع قناة "فوكس بيزنس"، إن معظم النفط الروسي الذي تستورده الصين يُعاد تكريره ثم يُباع في السوق العالمية، مشيرًا إلى أن فرض عقوبات على بكين قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار الطاقة حول العالم.
عقوبات على الصين تعني صدمة نفطية عالمية
وأوضح روبيو أن مصافي التكرير الصينية تلعب دوراً محورياً في تدوير النفط الروسي، الذي يجد طريقه لاحقًا إلى الأسواق الأوروبية والعالمية. مضيفاً:"إذا استهدفت مبيعات النفط الروسي إلى الصين بعقوبات ثانوية، فإن تأثير ذلك سينعكس على السوق بأكملها. سيضطر المشترون إلى دفع أسعار أعلى أو البحث عن مصادر بديلة، ما قد يؤدي إلى نقص عالمي في المعروض".
وأشار إلى أن أوروبا نفسها تشتري هذا النفط بعد تكريره في الصين، بل وتواصل استيراد الغاز الطبيعي الروسي، رغم الجهود المعلنة لتقليص الاعتماد عليه.
تحفظ أوروبي على العقوبات الشاملة
كما أكد روبيو أن بعض الدول الأوروبية عبّرت عن قلقها خلف الكواليس بشأن مشروع قانون أمريكي يفرض رسوماً جمركية بنسبة 100% على الصين والهند. "لم تُعلن هذه المخاوف رسميًا، لكنها وصلت إلينا"، بحسب تعبيره.
وفي رده على احتمال فرض عقوبات مباشرة على الدول الأوروبية لشرائها منتجات الطاقة الروسية، قال روبيو: "لا أعرف شيئًا عن عقوبات على أوروبا بشكل مباشر، ولكن بالتأكيد هناك تأثيرات للعقوبات الثانوية التي تشمل أطرافاً أخرى".
واختتم قائلاً: "لا نسعى إلى مواجهة مع الأوروبيين، بل نأمل أن يلعبوا دوراً بنّاءً في دعم أهدافنا المتعلقة بالضغط على موسكو والحد من تمويل حربها على أوكرانيا".
يأتي موقف روبيو في وقتٍ تشهد فيه الأسواق العالمية للطاقة تحولات جذرية، مع محاولة واشنطن فرض توازن دقيق بين معاقبة موسكو على حربها في أوكرانيا، والحفاظ على استقرار أسعار النفط ومنع تداعيات اقتصادية على الحلفاء. وبحسب المراقبين، فإن الإدارة الأمريكية تسعى إلى تقييد عائدات روسيا النفطية دون المساس بإمدادات السوق، خاصة مع تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
ويرى محللون أن استثناء الصين من العقوبات ليس فقط خطوة اقتصادية، بل رسالة جيوسياسية تشير إلى أن واشنطن تدير الصراع مع موسكو بحذر، دون الانزلاق إلى مواجهة أوسع مع بكين في الوقت الحالي.