الصراع الأبدي بين الحماة وزوجة الابن... أمثال تحكي عن واقع لا يغيره الزمن

تناولت الإعلامية شريهان أبو الحسن خلال تقديمها برنامج "ست ستات" على قناة "DMC" العلاقة المعقدة بين الحما ومرات ابنها، واستعرضت عددًا من الأمثال الشعبية التي تُظهر هذا التوتر، مثل:"اللي حماتها تحبها الشمس تطلعلها"،"وربي يا خايبة للغايبة"،"وعلى ابنها حنونة وعلى مراته مجنونة"،و"إن ضحكت حماتك خافي على حياتك".
هذه الأمثال تعكس الصورة النمطية الراسخة في الذهن الشعبي عن الحما كخصم تقليدي لزوجة الابن، وهي صورة قديمة يصعب التخلص منها بسهولة.
صراع ممتد منذ "الزمن البدائي"
أكدت شريهان أبو الحسن أن هذا الصراع ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى "زمن الزمن"، على حد وصفها، مشيرة إلى أن شخصية الحما الشريرة سيطرت على التريند منذ "أيام الحفريات"، وكأنها من ثوابت الحياة التي لا تتغير رغم تبدل الظروف وتطور المجتمعات.
تبدّل الأدوار لكن الصورة الذهنية ثابتة
رغم أن هناك نماذج كثيرة لحموات يكنّ حبًا حقيقيًا لزوجات أبنائهن، بل أحيانًا يكنّ أكثر حنانًا من الأمهات أنفسهن، فإن الصورة الذهنية العامة لم تتبدل كثيرًا، وما زال هناك حالة من الحذر والشك المتبادل بين الطرفين.
علاقة معقدة: "الاتنين قارشين ملحة بعض"
اختتمت شريهان حديثها بقولها إن الزمن يدور وتتغير أشياء كثيرة، إلا أن علاقة الحما بزوجة الابن تبقى على حالها، يغلب عليها التوتر، وكأنها معركة يومية بين طرفين "قارشين ملحة بعض"، في إشارة إلى وجود احتكاك دائم لا يخلو من الاتهامات والظنون.
وفي وقت تحدثت الإعلامية شريهان أبو الحسن عن العلاقة بين الحماة وزوجة الابن، موضحة أن جوهر "الحما" لم يتغير كثيرًا، لكن المتغير الحقيقي هو شخصية الزوجات المعاصرات، اللاتي أصبحن أكثر تعليمًا واستقلالًا، مما أدى إلى تغيّر شكل التفاعل داخل الأسرة الواحدة.
وأكدت شريهان أن الزوجات اليوم يطلبن خصوصية ومساحة شخصية أكبر، وهو أمر مشروع بحكم التغيرات المجتمعية والثقافية والتعليمية، إلا أن هذا قد يخلق تصادمًا مع حماة ما زالت تحتفظ بنفس القيم التقليدية في التدخل والرغبة في السيطرة.
أشارت إلى أن العلاقة بين الحما وزوجة الابن تظل دائمًا مرشحة للتوتر، لكنها ليست مستحيلة، مؤكدة أن "كسب الحما الصعبة" هو الحل الأفضل، أما من رزق بحماة طيبة فهو "محظوظ حظًا من السماء".