استشاري علاقات أسرية يتحدث عن الحموات بين التدخّل والغيرة والنية الطيبة

تبدأ الحياة الزوجية كرحلة أمل بين شخصين يحلمان ببناء بيت مليء بالحب والاحترام، لكن سرعان ما تتعقد الأمور عندما تتدخّل أطراف خارجية في هذه العلاقة، وأشهر هذه الأطراف في ثقافتنا العربية هي "الحماة"، سواء كانت والدة الزوج أو الزوجة، فبين النوايا الطيبة والتدخلات المفرطة، قد يتحوّل تأثير الحماة من دعم للأسرة إلى سبب مباشر في توترها أو حتى انهيارها.
وفي هذا السياق حلّت الفنانة رانيا يوسف ضيفةً على برنامج "كلام الناس"، الذي تقدّمه الإعلامية ياسمين عز ، تحدّثت عن عدد زيجاتها وأزماتها مع حمواتها، مؤكدةً أن إحداهن تسببت في انفصالها بعد أربعة أشهر فقط من الزواج، وأضافت: "نسبة كبيرة من المشاكل الزوجية سببها الأمهات والحموات لاختلاف المفاهيم بين جيل الأم والبنت، وكنت مانعة تدخل أمي في حياتي وبيتي، وكانت بتزعل مني لأنها اتربّت بطريقة مختلفة ودلوقتي مش هفرض على بناتي حاجة أنا اتربيت عليها".

وتحلل بسمة سليم استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية فكرة الحموات وتدخلها في الأسرة والتي تخلق مشاكل كثيرة :
التدخل في الخصوصيات
تقول بسمة واحدة من أبرز المشكلات التي تُواجه الكثير من الأزواج هي تدخل الحماة في تفاصيل الحياة اليومية، من طريقة إدارة المنزل، لتربية الأطفال، وأحيانًا حتى في القرارات المالية، يتعدى التدخل أحيانًا حدود النصيحة ليصل إلى فرض الرأي، ما يخلق صراعًا بين الزوجين خاصة إذا لم يتفقا على طريقة التعامل مع ذلك.

صراع الولاءات
وتابعت سليم قد يشعر أحد الطرفين – وغالبًا الزوج – بأنه ممزق بين إرضاء والدته أو الحفاظ على راحة شريك حياته، هذا الصراع يُولّد توترًا مستمرًا، ويؤثر على العلاقة العاطفية والاحترام المتبادل داخل الأسرة، مما يؤدي إلى تراكمات سلبية يصعب تجاوزها مع الوقت.
الغيرة المقنّعة
وتعلق استشاري العلاقات الأسرية أن بعض الحموات، خاصة إذا كنّ مرتبطات جدًا بأبنائهن، قد يشعرن بغيرة من الزوجة الجديدة، ويرينها منافسة على حب الابن واهتمامه، هذه الغيرة لا تُقال مباشرة، لكنها تظهر في شكل انتقادات مستمرة، أو تقليل من شأن الزوجة أمام الآخرين، مما يؤذي مشاعرها ويقلل من ثقتها بنفسها داخل بيتها.
الضغط العائلي وتكوين "التحالفات"
في بعض البيوت، تتطور الأمور إلى ما يشبه "التحالفات"، فتقف الحموات في صف ابنها أو ابنتها، وتبدأ في إشعال الصراع بدلًا من تهدئته، وبدل أن تكون عاملًا مساعدًا على التفاهم، تصبح عنصرًا للانقسام، ما يهدد وحدة الأسرة.

الحل؟.. الحوار والحدود الصحية
الاعتراف بالمشكلة هو أول الطريق نحو حلها، يجب على الزوجين أن يتفقا سويًا على وضع "حدود صحية" لتدخل الأهل – ليس من باب العقوق ــ، بل حفاظًا على خصوصية العلاقة الزوجية، التواصل الصريح مع الحموات – بلطف واحترام – قد يكون وسيلة فعالة لإيضاح هذه الحدود، بشرط ألا يُحمّل أحد الطرفين مسؤولية المشكلة بالكامل ، ليست كل الحموات مصدر توتر، فالكثير منهن يلعبن دورًا إيجابيًا وداعمًا، ويمثلن سندًا حقيقيًا للأسرة، لكن عندما يتجاوز هذا الدور حدوده، يكون من الضروري التدخل الحكيم، لأن استقرار الأسرة يستحق الحماية.
