عاجل

طلاب الصحافة بجامعة الإسكندرية يرصدون مأساة انهيار عقار كرموز

العقارات الآيلة للسقوط
العقارات الآيلة للسقوط

تواصل "نيوز رووم" نشر التقارير الإخبارية لطلاب قسم الصحافة والإعلام والعلاقات العامة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، عن أزمة العقارات الآيلة للسقوط وانهيارها في المحافظة، وذلك تحت رعاية الدكتور طه نجم رئيس قسم الإعلام بالكلية وعميد كلية الإعلام الرقمي بالجامعة العليا، وإشراف الدكتورة ولاء يسري مدرس مادة المقال والتقرير الصحفي، وخالد الأمير وكيل نقابة الصحفيين بالإسكندرية مدرس العملي للمادة.

ويرصد تقرير الطلاب فرح محمد عطية علي أبوطبل، ميار عزت إبراهيم، مريم نادر فايق، مونيكا عازر فهيم، أسماء فرج جاب الله، مأساة انهيار عقار شارع القرنفل الذي راح ضحيته أم وابنتها وأصيبت الجدة.

وحمل التقرير عنوان:" من يتحمل مسؤولية الدماء المسفوكة تحت أنقاض عقار كرموز؟"

التقرير

وجاء متن التقرير كالتالي: في لحظة تخطف الأنفاس وتقشعر لها الأبدان، أصوات الاستغاثة تملأ المكان، غمر الغبار الأجواء ليخنق الأنفاس. أجساد تحت الأنقاض تصارع من أجل البقاء بعد أن انهار عقار كرموز بالإسكندرية. 

لحظات من الخوف والذعر والفوضى ليخفي فيها الغبار ملامح تلك المأساة. كل حجر سقط كان يحمل ذكرى، وكل غبار تصاعد حمل وجعًا جديدًا. محاولات من فرق الإنقاذ لتتسابق مع الوقت لانتشال الضحايا من أسفل أنقاض العقار.

حادث جديد يعيد فتح ملف انهيار العقارات في الإسكندرية.. ويطرح تساؤلات لا تنتهي: كم روحًا كان من الممكن إنقاذها؟ من يتحمل مسؤولية هذا الانهيار؟ وهل يتكرر المشهد نفسه في حي آخر قبل أن نجد الحل؟.

شبح يهدد أحياء المدينة

لكن هذا الحادث ليس الأول من نوعه في الإسكندرية، فخطر انهيار العقارات بات شبحًا يهدد أحياء المدينة القديمة عامًا بعد آخر. مبانٍ متصدعة، وأساسات تآكلت بفعل الزمن والإهمال، تقف شاهدة على واقعٍ خطير لا يحتمل التأجيل. في قلب حي كرموز، تتشابك المنازل القديمة وتضيق الأزقة على سكان المنطقة، وتفاجأ المواطنون بانهيار العقار وتحوله إلى كوم من الرماد. وقع الحادث مساء الخميس في حدود الساعة العاشرة والنصف تقريبًا.

بحسب شهادة أخت المتوفاة والجدة السيدة محمد علي، فإن العقار المنهار في منطقة كرموز بشارع القرنفل كان مكونًا من طابق أرضي وطابق علوي، وصدر له في وقت سابق قرار ترميم لم يُنفذ بالشكل المطلوب، ولم يتم إخطار السكان بضرورة الإخلاء أو اتخاذ أي إجراءات لحمايتهم.

وقالت الجدة السيده محمد علي (67عاما) التي نقلت الي المستشفي مصابة بكسور في جميع أنحاء جسدها إن مالك العقار كان متواجدًا داخله قبل لحظات من الانهيار وتمكن من النجاة دون ان ينبه السكان بالخطر الداهم

واوضحت شقيقه الراحله أن لحظة الانهيار كانت كابوسا لا ينسى فالابنة جني رضا (15 عاما) فارقت الحياه في الحال بينما كانت والدتها هبه الشعشاعي (37 عاما) لاتزال علي قيد الحياة بنبض ضعيف حتي لفظت انفاسها الاخيرة فور وصولها الي مستشفي جمال حمادة وأوضحت الجدة وشقيقة المرحومة أن سبب الانهيار، في اعتقادهما يعود إلى قيام صاحب العقار وزوجته بأعمال تعديل داخل المنزل بما في ذلك عمليات التبيض والتعديلات الهيكلية وهو ما قد يكون ساهم في تفاقم التصدعات وجعل المبنى أكثر عرضة للسقوط. وأضافتا أن هذا الاعتقاد يعكس مدى خوفهما من تكرار مثل هذه الحوادث في العقارات القديمة، خاصة مع غياب الصيانة والرقابة

 

و باشرت النيابة العامة تحقيقاتها العاجلة في واقعة انهيار العقار بحي كرموز وأمرت بتشكيل لجنة هندسية لفحص حالة المبنى المنهار والعقارات المجاورة للوقوف على مدى تأثرها بالحادث. كما قررت استدعاء مالك العقار وعدد من المسؤولين في الحي لسماع أقوالهم حول تنفيذ قرار الترميم الصادر مسبقا والتحقق من مدى وجود تقصير أو إهمال أدى إلى وقوع الكارثة 

 

عضو مجلس الشيوخ الدكتور المهندس إيهاب زكريا

 

وفي تعليقه على الحادث : وصف عضو مجلس الشيوخ الدكتور المهندس إيهاب زكريا انهيارات العقارات في الإسكندرية

 بأنها قنبلة مجتمعية موقوتة مؤكدًا أن الأسباب متعددة ومتشابكة وأوضح أن قانون الإيجار القديم أحد أبرز العوامل المسببة لتدهور حالة المباني، بعدما ثبّت القيمة الإيجارية لسنوات طويلة بما يجعل مصروفات الصيانة والترميم عبئًا مثيرًا للخلاف الدائم بين المالك والمستأجر

وأضاف أن الظروف المناخية القاسية من رطوبة مرتفعة وتسربات مياه متكررة، ساهمت في تدهور العقارات بوتيرة أسرع من المعدل الطبيعي، مما جعل العديد منها عرضة للانهيار في أي لحظة

وأشار زكريا إلى أنه رغم صدور قرارات إزالة لبعض تلك العقارات  إلا أن المستأجرين غالبًا ما يواصلون الإقامة فيها لعدم توافر بدائل سكنية مناسبة وهو ما يجعل وجودهم داخلها "على مسئوليتهم القانونية" على حد وصفه

وشدد في ختام حديثه على أهمية تفعيل آلية منح الوحدات البديلة المنصوص عليها في القانون، مع زيادة الوعي المجتمعي بها،

مؤكدا ان الحلول القانونية موجودة لكنها بحاجة إلى تفعيل حقيقي قبل أن تتكرر مأساة كرموز في حي آخر

 

ويظل السؤال عالق في اذهانا إلى متى ستظل أرواح الأبرياء تُزهق تحت أنقاض الإهمال؟ كم عقارًا آخر سينهار قبل أن تتحرك الجهات المعنية بجدية؟ وهل تكون مأساة كرموز جرس إنذار أخير أم مجرد بداية لقصة جديدة من الالم تضاف في ذاكرة الاسكندرية ؟

تم نسخ الرابط