عاجل

حماس تفتح الباب للمرونة مع الجهود المصرية في سعيها لتهدئة مع إسرائيل

غزة
غزة

أوضح الدكتور هيثم عمران، أستاذ العلوم السياسية، أن تطورات المشهد في قطاع غزة هذه المرة تختلف كليًا عن المرات السابقة، من حيث طبيعة الحسابات لدى حركة حماس والتغيرات على الأرض.

حماس باتت تواجه ضغوطًا غير مسبوقة

وأشار عمران خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز إلى أن حركة حماس باتت تواجه ضغوطًا غير مسبوقة، سواء على مستوى الميدان أو من خلال نقص المساعدات ورفض إدخالها بالشكل الكامل، مما أوجد حالة من التوتر مع الشارع الفلسطيني في القطاع، وخلق فجوة بين الحركة والمواطنين.

وأضاف أن هناك إدراكًا داخل حماس بأن إسرائيل قد تتجه نحو خيار "احتلال غزة" أو فرض واقع ميداني جديد من خلال استمرار العمليات العسكرية، وهو ما دفع الحركة إلى محاولة التعاطي مع الجهود المصرية بقدر من المرونة، أملًا في تحقيق انفراجة حقيقية في ملف المساعدات، ومن ثم التقدم نحو اتفاق تهدئة.

ونوه عمران إلى أن نجاح الهدنة في حالة تحققه قد يفتح الباب أمام مناقشة ملفات أكبر، من بينها الانسحاب الإسرائيلي من القطاع ووقف العمليات العسكرية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، لا تُظهر أي نية حقيقية لوقف الحرب.

 إسرائيل تركز بشكل أساسي على ملف الأسرى الإسرائيليين

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور عمران أن إسرائيل في هذه المرحلة تركز بشكل أساسي على ملف الأسرى الإسرائيليين، وتسعى لاستغلاله كأولوية داخلية، في ظل ضغوط شديدة تتعرض لها حكومة نتنياهو من أهالي الأسرى والنخب السياسية التي تطالب بإنهاء الحرب والبحث عن مسار سياسي جديد.

واستبعد عمران أن تُبدي إسرائيل نفس درجة المرونة التي قد تُظهرها حماس، قائلًا إن "نتنياهو لا يسعى لإنهاء الحرب، بل ربما يُخطط لتوسيع رقعتها، سواء داخل القطاع أو بفتح جبهات جديدة، ربما مع إيران، في محاولة لتوظيف الصراع سياسيًا لمستقبله الشخصي".

 تل أبيب لا تنوي الانسحاب الكامل من غزة

ونوه إلى أن الترتيبات الأمنية التي تنفذها إسرائيل حاليًا، مثل إقامة مناطق عازلة وتشديد القيود على المعابر، تُظهر بوضوح أن تل أبيب لا تنوي الانسحاب الكامل من غزة، بل تسعى لضمان سيطرة أمنية، وإن كانت غير مباشرة، على القطاع.

واختتم الدكتور عمران بالتأكيد على أن إسرائيل، بدعم أمريكي واضح، تعمل على فرض سيناريو "التهجير الصامت" لسكان غزة، عبر سياسات منهجية تشمل تجفيف المساعدات وإطالة أمد الصراع، موضحًا أن حماس تدرك أن ما يجري هو جزء من مناورة سياسية من جانب نتنياهو، لكنها تجد نفسها مضطرة للتعاطي مع هذا الواقع الصعب.

تم نسخ الرابط