هل يتراجع نتنياهو عن احتلال قطاع غزة؟.. كاتب صحفي يجيب

أكد الكاتب الصحفي جميل عفيفي، أن زيارة وفد حركة حماس إلى القاهرة تمثل مؤشرًا مهمًا على وجود حراك فعلي في ملف التهدئة، مشددًا على أن مصر تواصل جهودها الحيوية لتقريب وجهات النظر بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن وقفًا فوريًا للعمليات العسكرية.
القاهرة قادرة على إزالة العقبات
وأوضح عفيفي، في تصريحات هاتفية لـ"إكسترا نيوز"، أن الجانب المصري يمتلك من الخبرة والقدرة ما يمكّنه من تجاوز نقاط الخلاف بين الأطراف، إن وجدت، من خلال مقاربة شاملة وعقلانية تعكس طبيعة الدور المصري الراسخ في هذا الملف.
وأشار إلى أن الوصول إلى وقف إطلاق النار لا يُعد فقط خطوة ضرورية لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وإنما أيضًا يفتح الباب أمام إدخال المساعدات الإنسانية بشكل موسع، ويؤسس لبدء مفاوضات لاحقة تشمل تبادل الأسرى، ثم إعادة إعمار قطاع غزة.
احتمالات الاجتياح في ظل غياب الاتفاق
وفي معرض تعليقه على تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باجتياح غزة، أوضح عفيفي أن هذه التصريحات تأتي في ظل غياب أي التزام أو اتفاق رسمي حتى الآن، معتبرًا أن "نتنياهو يتحدث من موقع المراوغة السياسية، لكن في حال تم التوصل إلى اتفاق هدنة، فإن فرص التراجع عن هذه التهديدات ستكون مرتفعة".
وشدد على أن الاجتياح الكامل لغزة يواجه رفضًا دوليًا قاطعًا، كونه يهدد بتقويض كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية أوسلو، موضحًا أن أي خطوة عسكرية بهذا الحجم لن تمر دون عواقب دولية، وربما داخلية أيضًا على حكومة نتنياهو.
صدام داخلي يعكس عمق الأزمة الإسرائيلية
ونوه عفيفي إلى أن الخلاف الحاد القائم حاليًا بين القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل بشأن خطط الاجتياح، يمكن أن يكون له انعكاسات إيجابية على فرص التهدئة، مؤكدًا أن "القرار العسكري، وفقًا للمعايير الاستراتيجية والتقييم العملياتي، هو الأجدر بالرجوع إليه، خاصة في ظل التحفظات الواضحة من المؤسسة العسكرية تجاه فكرة السيطرة الكاملة على القطاع".
وأشار إلى أن التباين في الرؤى داخل الحكومة الإسرائيلية – بين من يدفع نحو التصعيد ومن يحذر من تداعياته – يزيد من احتمال التوصل إلى صيغة توافقية تؤدي إلى وقف إطلاق النار، خصوصًا إذا تزامن ذلك مع ضغط داخلي متزايد من أهالي الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
الضغط الشعبي الداخلي... عامل حاسم
كما لفت عفيفي الانتباه إلى أهمية الضغط الشعبي في الداخل الإسرائيلي، خاصة من عائلات الأسرى، الذين باتوا يطالبون علنًا بوقف العمليات العسكرية خوفًا من تعريض حياة ذويهم للخطر، مؤكدًا أن "أي عملية اجتياح واسعة النطاق قد تعني التضحية بهؤلاء الأسرى، وهو ما يشكل ورقة ضغط قوية على حكومة نتنياهو".