سياسي فلسطيني: إدارة قطاع غزة بعد الحرب يجب أن تُبنى على رؤية فلسطينية عربية

قال السياسي الفلسطيني ثائر نوفل أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، في تصريح لـ"نيوز رووم"؛ أن الحرب المستمرة والعدوان المتواصل على قطاع غزة ألقت بظلالها الكثيفة على كافة الأصعدة، لا سيما الواقع السياسي الفلسطيني الذي يعاني منذ أكثر من 17 عاماً من انقسام عميق بين شطري الوطن.
هذا الانقسام أدى إلى حالة من الترهل السياسي وغياب الدستور واللوائح المنظمة للحياة السياسية والاجتماعية، مما عمّق أزمة التشرذم وأضعف قدرة المؤسسات على الاستجابة للتحديات."
وأضاف أبو نوفل: "في ظل المأساة الإنسانية التي يعانيها سكان غزة نتيجة الدمار الهائل في البنية التحتية والإنسانية، لا بد أن يكون مستقبل قطاع غزة وأسلوب إدارته قائماً على رؤية فلسطينية عربية مشتركة، تشمل معالم واضحة يرحب بها المجتمع الدولي، لتوفير الاستقرار وضمان إعادة الإعمار وإدارة الأزمة بكفاءة."
غزة تحت وطأة الحرب
ويأتي هذا التصريح في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أدى إلى تدمير واسع في البنية التحتية، وتحويل معظم محافظات القطاع إلى مخيمات نزوح ومراكز إيواء. ويتطلب الواقع الإنساني المتدهور تفعيل جهود إنسانية طارئة تمتد لسنوات، وتبني خطة شاملة لإعادة الإعمار وتوفير الخدمات الأساسية للمدنيين، في ظل غياب نظام سياسي قادر على توحيد الصف الفلسطيني وإعادة بناء مؤسسات القطاع.
إدارة ما بعد الحرب
قال أبو نوفل: "إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب يجب أن تركز في المرحلة الأولى على الجوانب الإنسانية والإغاثية والصحية، حيث من المتوقع أن تستمر هذه المرحلة لأكثر من ثلاث سنوات بسبب حجم الدمار الكبير في القطاع.
وأضاف: "لكن لا يمكن أن تقتصر الإدارة على الجوانب الإنسانية فقط، فهناك حاجة ماسة إلى استنهاض الواقع الفلسطيني السياسي من جديد، من خلال بناء نظام سياسي جديد قادر على وضع لوائح ودساتير تنسجم مع واقع ما بعد الحرب.
كما يتطلب إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ونقابية، والعمل مع الرؤية العربية والدولية لضمان الاستقرار وعودة الحياة الفلسطينية إلى طبيعتها بعيداً عن الانقسامات والحروب."
دور قوات الأمن: استعادة الأمن وبناء الاستقرار
أما عن دور قوات الأمن المنتظرة في غزة، أوضح أبو نوفل: "القوات الأمنية ستكون الركيزة الأساسية لإعادة الحياة الأمنية المستقرة بعد الحرب. يجب أن تعمل ضمن إطار قانوني واضح لضبط الأمن، وتحقيق الاستعادة التدريجية للإدارة الإنسانية والسياسية والاجتماعية.
وأكد أن هذا الدور "حيوي وأساسي ويجب تحقيقه بأسرع وقت ممكن لتمكين القطاع من المضي قدماً في عملية البناء والنهوض، وضمان بيئة آمنة للمواطنين، تواكب مرحلة إعادة الإعمار وإرساء قواعد الدولة الفلسطينية المستقبلية."
كما يشدد أبو نوفل على أن مستقبل قطاع غزة يجب أن يُبنى على رؤية فلسطينية عربية شاملة، تهدف إلى إنهاء الانقسام، وتوحيد الجهود السياسية والإنسانية، مع دعم دولي واضح، لضمان استقرار وأمن القطاع، وتحقيق انتعاش حقيقي في كافة جوانب الحياة.