عاجل

طارق فهمي يحذر من مخطط إسرائيلي للتمدد العسكري في غزة

قطاع غزة
قطاع غزة

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن هناك تحركات إقليمية ودولية مكثفة خلال الأسبوعين المقبلين قد تُفضي إلى تهدئة ملموسة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الجهود المصرية والقطرية والتركية، إضافة إلى التنسيق المستمر مع الجانب الأمريكي، تسعى جميعها إلى بلورة مبادرة تضمن وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق شامل بشأن صفقة تبادل المحتجزين.

تحركات الوساطة.. ورؤية مصرية واقعية

وأوضح فهمي، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية أن القاهرة تلعب دورًا مركزيًا في إدارة هذه الوساطة عبر مقاربة واقعية، تركز على تقريب وجهات النظر، ووضع أولويات واضحة للطرفين، في إطار من التفاهمات الأمنية والسياسية.
ونوه إلى أن الجهود المصرية لا تقتصر على النواحي السياسية فقط، بل تشمل أيضًا التحركات الميدانية والإنسانية، بما في ذلك إدخال المساعدات، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية ضمن خريطة انتشار جديدة.

وأشار إلى أن المفاوضات الحالية تدور حول ما يعرف بـ"صفقة الـ60 يومًا"، والتي تتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وتبادلًا للمحتجزين، وإعادة التموضع الإسرائيلي، موضحًا أن مسودات عديدة طُرحت خلال الشهور الماضية، وكلها خضعت لمراجعة وتعديل من قِبل الأطراف المعنية.

تحذير من مخطط إسرائيلي للتمدد العسكري

ولفت فهمي إلى أن أخطر ما يُخطط له الآن من جانب الحكومة الإسرائيلية هو تنفيذ عملية عسكرية تدريجية تهدف إلى استكمال السيطرة على ما تبقى من قطاع غزة، والذي لا يتجاوز 25% من المساحة الكلية للقطاع.
وشدد على أن إعطاء نتنياهو الفرصة لاستكمال هذا "العدوان المُمنهج"، كما وصفه، سيكون خطأً فادحًا يجب مواجهته دبلوماسيًا قبل أن يتحول إلى واقع ميداني.

لا تعوّلوا على الداخل الإسرائيلي.. الانقسام مستمر

كما أشار إلى أن الانقسام الداخلي في إسرائيل ليس بجديد، وأنه قائم منذ أكثر من عامين دون أي تغييرات جوهرية، منوها إلى أن المجتمع الإسرائيلي يعاني من انقسامات حادة بين تيارات سياسية ودينية وعسكرية، وأن الخلافات بين نتنياهو والمعارضة، مثل يائير لابيد أو نفتالي بينيت، تظل تكتيكية ومحدودة التأثير.

وأضاف: "لا ينبغي المبالغة في الرهان على الحراك الداخلي أو التظاهرات في الشارع الإسرائيلي، فالمعارضة تفتقر إلى قوة فعلية، والخريطة الحزبية الحالية لا تبشّر بأي تغيير دراماتيكي وشيك".

الجيش الإسرائيلي.. في أزمة هيكلية ومعنوية

وفي ملف المؤسسة العسكرية، كشف فهمي أن الجيش الإسرائيلي يمر بحالة إنهاك غير مسبوقة، مؤكدًا أن هناك رسائل مسرّبة من داخل الجيش تتحدث عن الإحباط، وحالات انتحار، ومشاكل تتعلق بالتجنيد الإجباري ومشاركة "الحريديم".

وأوضح أن فكرة الحروب الخاطفة التي اعتادت عليها إسرائيل باتت غير قابلة للتطبيق، في ظل الانهاك المتراكم، وتعدد الجبهات المفتوحة من جنوب لبنان إلى سوريا، مضيفًا أن "القوة العسكرية الإسرائيلية لم تعد قادرة على إدارة حرب ممتدة في غزة، أو حتى التخطيط لما يسمى بـ(اليوم التالي)".

 

تم نسخ الرابط