عاجل

ما حقيقة تراجع ترامب عن دعم خطة نتنياهو لاحتلال كامل قطاع غزة؟

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

في تصريح مفاجئ لموقع "أكسيوس" التابع للاستخبارات الأمريكية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه تراجع عن دعم خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاحتلال كامل قطاع غزة.

 لكنه أكد في الوقت نفسه أن حركة حماس "لن تبقى" في القطاع،حيث إن هذا الموقف أثار تساؤلات حول أسباب التراجع بعد 24 ساعة فقط من اتصال أجراه نتنياهو بترامب للتشاور بشأن السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة على غزة، حيث كان ترامب قد أعطى في وقتها موافقته على الخطة.

تراجع ظاهري

ويرى مراقبون أن تصريحات ترامب تعكس تراجعًا ظاهريًا لا حقيقيًا، حيث يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطًا متزايدة من الداخل، خاصة من الحزب الجمهوري، في وقت يعبّر فيه الديمقراطيون عن غضب شديد إزاء قراره نشر قوات الحرس الوطني في العاصمة واشنطن. 

حيث أكد المحلل السياسي محمد نور أن دونالد ترامب يتعرض لضغوط أوروبية تتعلق بالحرب الأوكرانية الروسية، ولا سيما مقترحات تبادل الأراضي، وهو ما يجعله في حالة ارتباك وتناقض في مواقفه وتصريحاته .

وأضاف نور أن الدعم الأمريكي لخطة نتنياهو لم يتوقف، وأن تصريحات "التراجع" جاءت لاحتواء الضغوط السياسية في الداخل الأمريكي والخارج. 

ويعزز ذلك تأكيد ترامب بأن "حماس لن تبقى في قطاع غزة"، وهو ما يترجمه محمد نور على أنه تمهيد لعمليات عسكرية إسرائيلية واسعة تهدف في نهاية المطاف إلى تهجير الفلسطينيين نحو الحدود المصرية، وليس مجرد تغيير في الموقف السياسي الأمريكي، لأن رحيل حماس عن القطاع لن يأتي من خلال مطلب أمريكي فحسب.

تراجع ترامب عن دعم خطة نتنياهو لاحتلال كامل قطاع غزة

وقد نقل موقع "أكسيوس"، أمس الإثنين، عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يعلن توقفه عن تأييد الخطط الإسرائيلية الرامية إلى مهاجمة واحتلال مدينة غزة، في تحول لافت في مواقفه السابقة تجاه الحرب الدائرة في القطاع.

ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن هناك "فرصة حقيقية" لمحاولة التوصل إلى اتفاق للإفراج عن المحتجزين قبل إطلاق أي هجوم عسكري واسع على غزة، وهو ما قد يعيد ترتيب الأولويات الإسرائيلية ميدانيًا وسياسيًا.

ترامب: القرار النهائي لإسرائيل

وأشار ترامب إلى أن القرار النهائي يعود لإسرائيل في ما إذا كانت ستسمح ببقاء حركة حماس في غزة من عدمه، إلا أنه أوضح موقفه قائلاً: "أعتقد أن حماس لا يمكنها البقاء في غزة، ولديّ شيء واحد لأقوله: تذكروا السابع من أكتوبر".

في السياق ذاته، كان "الكابينت" الإسرائيلي (مجلس الوزراء المصغر) قد وافق الأسبوع الماضي على خطة للسيطرة على مدينة غزة، ما يشير إلى نية توسيع العمليات العسكرية في القطاع الذي يعاني من دمار هائل منذ بداية الحرب المستمرة منذ ما يقارب عامين.

ورغم تصاعد الانتقادات، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الإصرار على تنفيذ خطة احتلال غزة، متجاهلًا التحذيرات الداخلية والخارجية، والضغوط المتزايدة من اليمين الإسرائيلي الغاضب من طريقة إدارته للحرب، فضلًا عن تمرد داخل الجيش الإسرائيلي نفسه.

ويواجه نتنياهو ما وصفه مراقبون بـ"الانقلاب اليميني"، إلى جانب الغضب الشعبي المتصاعد، وسط اتهامات له بعدم تحقيق أي أهداف ملموسة من الحرب سوى سقوط المزيد من الضحايا والدمار.

ورغم تلك الانتقادات، دافع نتنياهو عن استراتيجيته العسكرية، مؤكدًا أن رفض حركة حماس إلقاء سلاحها يفرض على إسرائيل خيارًا واحدًا، وهو "إنهاء المهمة وهزيمة حماس نهائيًا"، على حد وصفه. 

وأضاف  نتنياهو أن تفكيك ما تبقى من معاقل الحركة داخل مدينة غزة والمخيمات الكبرى هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.

إيال زامير: نتعهد ببذل الجهود لحماية حياة الرهائن

في المقابل، تعهد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، ببذل الجهود لحماية حياة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس وإعادتهم إلى تل أبيب، مؤكدًا على أولوية هذا الهدف رغم خلافه السابق مع نتنياهو بشأن خطة الاحتلال الكامل لغزة.

وقال زامير: "نحن في بداية مرحلة جديدة من القتال في غزة"، مشيرًا إلى أن الجيش سيعتمد "أفضل نظام للعمليات" وفق الأهداف المرسومة، مع الالتزام بالاحترافية والمبادئ العسكرية.

وتعكس  تصريحات زامير التوتر داخل المؤسسة العسكرية بشأن استراتيجية الحكومة الصهيونية، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لإنهاء الحرب وإيجاد تسوية سياسية شاملة.

تم نسخ الرابط