مفتي الجمهورية يوضح فضل "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ" وأسرار الأزمنة المباركة

أجاب الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، على سؤال حول تفسير قوله تعالى: (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، وحكم الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.
تفسير "وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ"
وأوضح مفتي الجمهورية أن آية (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، من الآيات التي اختلف العلماء في تفسيرها، فمنهم من رأى أن "الليالي العشر" تشير إلى العشر الأواخر من رمضان، لما لها من فضل عظيم، وارتباطها بليلة القدر التي هي "خير من ألف شهر"، فيما ذهب فريق آخر من العلماء إلى أن المقصود بها العشر الأوائل من ذي الحجة، والتي تشمل أيامًا مباركة مثل يوم عرفة ويوم النحر.
وأشار إلى أن بعض العلماء جمعوا بين الرأيين، فرأوا أن لكل من العشرين يومًا المذكورين مزية وفضلًا، فالعشر الأواخر من رمضان ترتبط بعبادة الصيام وقيام الليل، بينما العشر الأوائل من ذي الحجة ترتبط بالحج، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام.
وأكد الدكتور نظير عياد أن الله سبحانه وتعالى لم يحدد هذه الليالي في الآية الكريمة، وهذا التنكير يفيد العموم، مما يدفع الإنسان إلى البحث والتنافس والاجتهاد في العبادة، سواء في رمضان أو في ذي الحجة، والتطلع إلى نيل رضا الله سبحانه وتعالى.
كما تحدث مفتي الجمهورية عن حرمة الزمان، مؤكدًا أن الأزمنة المباركة لها قدسية خاصة، وهو ما يتطلب من الإنسان المسلم أن يتعامل معها بإجلال واحترام، ويستعد لها تخطيطًا وترتيبًا، حتى يكون من الفائزين بنفحات الله عز وجل. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لله في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها"، موضحًا أن هذه النفحات ترفع من درجات المؤمن وتوصله إلى معارج الطاعة والعبادة.
مكانة الأزمنة وأهميتها في حياة المسلم
وأضاف أن الله في القرآن الكريم أقسم بأوقات بعينها، مثل الفجر، والعصر، والضحى، مما يدل على مكانة هذه الأزمنة وأهميتها في حياة المسلم، حيث تحمل إشارات إلى وجوب التمسك بالطاعة، والسعي إلى الصلاح الفردي والمجتمعي، وهو ما أكدته سورة العصر، التي أوضحت أن الإنسان في خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.