عاجل

اجتماع عمان الثلاثي.. محاولة لإنقاذ وحدة سوريا من مخاطر التقسيم

سوريا
سوريا

تتجه الأنظار إلى العاصمة الأردنية عمان، التي تستضيف اليوم الثلاثاء اجتماعًا ثلاثيًا يضم الأردن وسوريا والولايات المتحدة الأمريكية، في خطوة تُعد بالغة الأهمية وسط تصاعد التوترات في الجنوب السوري وارتفاع الأصوات المطالبة بالفيدرالية أو الحكم اللامركزي، خاصة في محافظة السويداء.

ويشارك في الاجتماع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ونظيره السوري أسعد الشيباني، إلى جانب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس بارك، في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار في السويداء ومناقشة سبل إعادة بناء سوريا، سياسيًا ومجتمعيًا.

ويُعقد اللقاء في ظل استمرار الانتهاكات الميدانية لوقف إطلاق النار في الجنوب السوري، ما يبرز هشاشة التفاهمات المعلنة قبل أسابيع، والتي لم تُترجم حتى اللحظة إلى تهدئة مستدامة على الأرض.

اجتماع عمان.. طابع يتجاوز وقف إطلاق النار في سوريا

ويرى المحلل السياسي الدكتور بدر الماضي أن الاجتماع يحمل طابعًا سياسيًا عميقًا يتجاوز وقف إطلاق النار، إذ يناقش سيناريوهات مستقبلية تتعلق بهوية الدولة السورية، وسط محاولات انفصالية وتحركات إقليمية تهدد وحدة الأراضي السورية.

وقال الماضي في تصريحات صحفية  أن الاجتماع يأتي في توقيت حرج لمواجهة المخططات التي تهدف إلى تقسيم سوريا عبر فرض اللامركزية بالقوة أو بدفع دولي، وهي مخططات قد تخدم مصالح أطراف إقليمية مثل إسرائيل، وتُضعف الموقف الإيراني داخل سوريا".

وأكد أن الأردن ينظر إلى استقرار سوريا باعتباره أولوية أمنية وسياسية، ويحظى بدعم أمريكي في تحركاته، مضيفًا أن عمّان تسعى لخلق مظلة حوار إقليمي لحماية الجوار السوري من تفجر الأزمات.

في المقابل، عبّر المحلل الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة عن تشككه في قدرة الاجتماع على إحداث تغيير فعلي في المعادلة، مشيرًا إلى غياب أي تمثيل واضح للمكوّن الدرزي، الطرف الرئيسي في الأزمة جنوب سوريا.

وأضاف السبايلة أن من دون مشاركة مباشرة للطرف المتضرر، من الصعب الوصول إلى تسوية متوازنة، وبيان الخارجية الأردنية لم يشر إلى مشاركة درزية، وهو ما يُضعف فرص التوصل لاتفاق شامل".

تثبيت التهدئة في السويداء

أما المحلل السياسي المتخصص بالشأن السوري حسن جابر، فاعتبر أن أهمية اجتماع عمّان تكمن في كونه يُشكّل استمرارًا لمسار انطلق قبل أسابيع لتثبيت التهدئة في السويداء، وهو ثاني اجتماع يُعقد في غضون شهر، ما يعكس وجود رغبة سياسية في دفع الحوار إلى الأمام.

وقال جابر أنالاجتماع ليس فقط لبحث وقف النار، بل أيضًا لتفعيل الدور الأردني كقناة تواصل بين دمشق والمكونات المحلية، وبين النظام السوري والأطراف الدولية المؤثرة، خاصة واشنطن".

وأشار إلى أن الاجتماع يأتي في وقت تتزايد فيه التحديات الداخلية، مثل انعقاد منتدى الحسكة الذي شهد مشاركة علنية لأطراف مناهضة للمركزية، بينها قوات سوريا الديمقراطية وشخصيات من الطائفتين الدرزية والعلوية، ما اعتبره انقلابًا على التفاهمات مع دمشق.

وشدد جابر على أن الاجتماع رسالة سياسية واضحة تؤكد وحدة الأراضي السورية، وترفض أي مشاريع تهدد السيادة أو تفتح الباب أمام التفتيت الجغرافي.

وفي سياق متصل، أعرب مجلس الأمن الدولي مؤخرًا عن قلقه من تصاعد العنف في السويداء، محذرًا من ازدياد نشاط المقاتلين الأجانب، فيما يستمر الأردن في تقديم نفسه كوسيط إقليمي فاعل يسعى لتقريب وجهات النظر السورية–السورية والدولية–السورية.

ويأتي اجتماع الثلاثاء استكمالًا للمحادثات التي استضافتها عمّان في 19 يوليو الماضي، والتي أسفرت حينها عن اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار، ويُتوقع أن يناقش المشاركون غدًا آليات دعم إعادة الإعمار، وتحقيق الاستقرار على أساس وحدة وسيادة سوريا، وحفظ حقوق جميع مكوناتها دون تمييز أو إقصاء.

تم نسخ الرابط