عاجل

الخارجية الفلسطينية: سياسة إسرائيل تجاه الصحفيين ليست فردية بل ممنهجة منذ عقود

الخارجية الفلسطينية
الخارجية الفلسطينية

أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين في دولة فلسطين بيانًا حذرت فيه من استمرار حملات الاغتيال الإسرائيلية الممنهجة بحق الصحفيين الفلسطينيين، مطالبةً الاتحادات الصحفية الدولية والمؤسسات الإعلامية حول العالم بتحرك منسق لحمايتهم ووقف استهدافهم.

وقالت الخارجية الفلسطينية في بيانها: "نُحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن ارتكابها لأبشع مجازر ضد الصحفيين، حيث قتلت عمدًا أكثر من 230 صحفيًا في قطاع غزة، في سياسة واضحة لإسكات الشهود على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني."

وأضافت الوزارة الفلسطينية  أن سياسة إسرائيل تجاه الصحفيين الفلسطينيين ليست طارئة أو فردية، بل هي ممنهجة ومنظمة تمتد لعقود، وتهدف إلى طمس الحقيقة ودفن الأدلة من خلال استهداف من ينقلونها للعالم."

شجاعة نادرة واحترافية عالية

وأكدت الخارجية الفلسطينية أن الصحفيين الفلسطينيين "يؤدون واجبهم المهني في أقسى الظروف، بشجاعة نادرة واحترافية عالية، وهم يستحقون التكريم لا التشهير، والحماية لا الاستهداف."

وشدد البيان على أن "قتل الصحفيين يتم دون محاسبة، بدافع الانتقام من الحقيقة، في ظل صمت دولي مريب وتقاعس عن محاسبة الجناة"، داعيةً جميع الصحفيين حول العالم إلى عدم الانخراط في الرواية الدعائية الإسرائيلية أو تبرير القتل والتحريض بحق زملائهم الفلسطينيين.

وختمت الوزارة بيانها بالقول: "لا يجب أن يكون أي صحفي في العالم شريكًا في القتل أو التحريض ضد صحفي آخر. إن ما يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون يمثل جريمة بحق الحقيقة وحرية الإعلام، وعلى العالم أن يتحرك قبل فوات الأوان."

إدانة أممية بقتل الصحفيين

وفي وقت سابق أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مقتل ستة صحفيين فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف خيمتهم بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، مطالبًا بفتح تحقيق "مستقل ونزيه" لكشف ملابسات الجريمة.

وجاءت الإدانة على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر الأمم المتحدة بجنيف، بحسب ما أورده موقع "أخبار الأمم المتحدة".

وقال دوجاريك: "مرة أخرى، وقع صحفيون يعملون مع قناة الجزيرة ضحية لهذا الصراع المستمر، وهو ما يؤكد مجددًا حجم المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون أثناء تغطية النزاع في غزة".

جرائم إسرائيل ضد الصحفيين

وأعلنت مصادر إعلامية فلسطينية أن ستة صحفيين لقوا حتفهم مساء أمس الأحد، إثر قصف إسرائيلي مباشر استهدف خيمتهم أثناء قيامهم بتغطية الأحداث في محيط مستشفى الشفاء، والضحايا هم: أنس الشريف، محمد قريقع، إبراهيم ظاهر، مؤمن عليوة، محمد نوفل، ومحمد الخالدي الذي توفي متأثرًا بجراحه صباح الاثنين.

وبهذا الهجوم، ترتفع حصيلة الصحفيين الذين قتلتهم إسرائيل منذ بدء عدوانها على غزة في 7 أكتوبر 2023 إلى 238 صحفيًا، وفق إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الذي أكد أن معظم الضحايا قُتلوا أثناء ممارسة عملهم المهني في تغطية الحرب.

الجدير بالذكر أن إسرائيل سبق وأن قتلت خمسة صحفيين آخرين من شبكة الجزيرة، وهم: سامر أبودقة، حمزة الدحدوح، إسماعيل الغول، أحمد اللوح، وحسام شبات، إضافة إلى عدد من أفراد أسرهم.

وتأتي هذه الجرائم في سياق حرب مستمرة منذ أكثر من 22 شهراً، ترتكب خلالها إسرائيل، بدعم أمريكي، عمليات إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، تشمل القتل الجماعي، التجويع، التهجير القسري، وتدمير البنية التحتية، متجاهلة القرارات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.

وبحسب آخر الإحصاءات، فقد أسفرت هذه الحرب عن استشهاد 61,499 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 153,575 آخرين، إضافة إلى أكثر من 9,000 مفقود، وأعداد كبيرة من النازحين، وسط مجاعة أودت بحياة العديد، بينهم أطفال.

وأكد دوجاريك في ختام تصريحه أن الأمين العام يشدد على "ضرورة حماية الصحفيين في مناطق النزاع، ويجدد دعوته إلى محاسبة مرتكبي هذه الجرائم"، مطالبًا المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل لوقف الانتهاكات المستمرة ضد الإعلاميين والمدنيين في غزة.

تم نسخ الرابط