مصر تقدم العزاء للبنان وتؤكد التزام القاهرة الثابت بدعم الجيش

أجرى السفير المصري لدى لبنان، علاء موسى، اتصالاً هاتفياً مع قائد الجيش اللبناني العماد رودلف هيكل، قدّم خلاله خالص تعازيه ومواساته في شهداء الجيش اللبناني الذين قضوا أثناء تأدية واجبهم في تفكيك مخزن للأسلحة والذخائر في منطقة وادي زبقين بقضاء صور بجنوب لبنان.
وأعرب السفير عن تمنياته بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين جراء الحادث، مشيداً بالتضحيات البطولية التي يقدمها عناصر الجيش اللبناني"، ومؤكداً أن ما قام به الجنود الأبرار ليس غريباً على المؤسسة العسكرية اللبنانية التي طالما عُرفت بشجاعتها وتفانيها في حماية أمن الوطن واستقراره".
وأكد السفير موسى، خلال الاتصال، التزام مصر الثابت بدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية المختلفة، في إطار العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، مشدداً على أن القاهرة ستواصل تقديم كافة أشكال الدعم للبنان، لا سيما في ظل التحديات الراهنة التي يمر بها.
استشهاد 6 جنود في اللبناني
وكان الجيش اللبناني قد أعلن في بيان رسمي عن استشهاد ستة من عناصره وإصابة أربعة آخرين، إثر انفجار ذخائر أثناء الكشف على مخزن غير شرعي للأسلحة في قضاء صور، في منطقة وادي زبقين جنوب البلاد.
وأوضح البيان أن الموقع الذي وقع فيه الانفجار كان تحت طوق أمني مشدد، وتم منع المدنيين من الاقتراب أثناء تنفيذ مهمة التفتيش والتفكيك.
ارتباط المخزن بحزب الله
وأفادت معلومات أولية أن المخزن يتبع لحزب الله ويقع جنوب نهر الليطاني، وهي منطقة يُطبق فيها الجيش اللبناني منذ نوفمبر الماضي خطة لإزالة الأسلحة غير الشرعية، استناداً إلى قرارات رسمية ومهام استراتيجية تم تكليفه بها.
وأكد مراسلون ميدانيون أن الانفجار وقع خلال محاولة سحب وتفكيك الذخائر، في مهمة رسمية للجيش، في حين لم تُحدَّد حتى اللحظة طبيعة الانفجار بشكل دقيق، حيث لا يزال التحقيق مستمراً ولم يُعلن الجيش عن تفاصيل إضافية.
ويأتي هذا الحادث في توقيت حساس، حيث تم مؤخراً تكليف الجيش رسميًا بإعداد دراسة لسحب سلاح حزب الله ومنصات الصواريخ التابعة له قبل نهاية العام الجاري.
ويُعد انفجار صور هو الحادث الأول من نوعه منذ انطلاق المهمة، ما أثار جدلاً واسعًا داخل الشارع اللبناني، وسط تساؤلات حول قدرة الجيش على تنفيذ المهمة في ظل الظروف السياسية والأمنية المعقدة.
وفي المقابل، عبّرت القيادات اللبنانية السياسية والعسكرية، إلى جانب قوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل)، عن تضامنها الكامل مع الجيش، في وقت تواصل فيه المؤسسة العسكرية اللبنانية العمل على أكثر من جبهة، تشمل الجنوب، الحدود الشرقية، ومهام داخلية أخرى.
طلب دعم دولي
وفي ظل هذه التحديات، طلب الجيش اللبناني دعماً فنياً ولوجستياً من دول صديقة وشقيقة، لتعزيز قدراته في عمليات نزع السلاح غير الشرعي، وتنفيذ المهام الوطنية المُلقاة على عاتقه قبل نهاية العام.
ويُذكر أن الانفجار أسفر أيضًا عن أضرار مادية كبيرة في موقع الحادث، في حين تواصل الفرق العسكرية والميدانية تأمين المنطقة واستكمال التحقيقات لكشف ملابسات الحادث بشكل دقيق.
وتأتي هذه التطورات وسط استمرار تهديد مخلفات الحروب السابقة في جنوب لبنان، لا سيما في المناطق المتاخمة للحدود، ما يشكل خطراً دائماً على حياة المدنيين والعسكريين على حد سواء.