محمد علي رزق يكشف أسرار الفقد وأثر وفاة والده المفاجئة

حلّ الفنان محمد علي رزق ضيفًا على برنامج بعد الغياب مع الإعلامية يارا أحمد، في حلقة استثنائية غلبت عليها المشاعر الإنسانية والذكريات المؤثرة، حيث تحدث بصراحة عن أصعب لحظات حياته، والتي تمثلت في الرحيل المفاجئ لوالده، واصفًا تلك اللحظة بأنها كانت “نقطة تحول كبرى في شخصيته ونظرته للحياة”.
“الحزن بيتولد كبير وبيصغر”
استهل محمد علي رزق حديثه بتأمل عميق في طبيعة الفقد، قائلاً: “ربنا سبحانه وتعالى رحيم بعباده، وكل حاجة بتتولد صغيرة وبتكبر، إلا الحزن، بيتولد كبير وبيصغر. وده من رحمة ربنا بينا.. الحزن بيخف، لكنه ما بينتهيش، بيفضل عايش في الذكريات والمواقف”.
تفاصيل آخر لقاء مع والده
واستعاد الفنان تلك الساعات القليلة التي جمعته بوالده قبل وفاته قائلاً: “كنت باخد بطاقته علشان المأذون، وقعدنا نحكي ونضحك، وورّيته صور الشقة. بعد ساعة جالي تليفون إن أبويا تعبان.. لما روحت، لقيت الإسعاف خارج من البيت، وقالولي البقاء لله”.
أوضح أن والده لم يكن يعاني من أي مرض، بل رحل فجأة وهو يلهو مع حفيدته، بعد أن كان قد صلّى وأخرج صدقة قبلها بوقت قصير. وأضاف بأسى: “مات ببساطة.. بس كانت تغفيلة”.
كشف محمد علي رزق أنه لم يستوعب الأمر فورًا، لكن لحظة إغلاق المقبرة كانت صادمة، قائلاً: “استوعبت الحقيقة بعد ما قفلوا المقبرة.. وقتها حسيت بالفراغ الحقيقي”.
علاقة صداقة قبل الرحيل
تحدث عن علاقته بوالده في سنواته الأخيرة: “في آخر سبع سنين من عمره بقى صديقي، بعد ما كانت علاقتنا صارمة وأنا طفل. عشان كده، بحاول أكون ليحيى (ابني) أب وصديق من أول يوم”.
أكّد محمد علي رزق أن فقد والده ترك أثرًا لا يزول في كل مناسبة سعيدة: “مفيش فرحة كاملة من يومها.. يوم فرحي كنت بدوّر عليه وسط الناس، ويوم ولادة ابني حسيت بالنقص.. اللحظة اللي كان مستنيها راحت من غيره”.
دعم الزوجة نورين
استعرض محمد علي رزق موقف زوجته الداعم عقب الوفاة، قائلاً: “بعد وفاة والدي كنا حاجزين الفرح، قلتلها نكتب كتاب بس.. ردت (أنا مش هسيبك في الفترة دي)، ومن وقتها وهي سندي”.
وأوضح أنها وأهلها وقفوا بجواره منذ اللحظة الأولى، حتى إن أول يوم عيد قضاه معهم، وأصبح الأمر عادة تخفف من وطأة الأيام الصعبة.
عن طريقته في مواجهة الألم، قال: “مكنتش محتاج طبيب نفسي.. كنت بروح لربنا، أصلي وأعيط وأقرأ قرآن. فلترت ناس كتير حواليا.. فيه ناس اختفت وناس قربت بجد”.
وأضاف: “ربنا دايمًا كان بيبعتلي حاجات تلطف بيا.. شغل، ناس توقف جنبي، ودعاء وصلاة”.
رسالة مؤثرة للجمهور
اختتم محمد علي رزق حديثه برسالة صادقة: “اشبعوا من أهاليكم، لأنهم بيروحوا فجأة، ومهما شبعتوا هتحسوا إنكم مش شبعتم.. وبرّوا أهاليكم قبل فوات الأوان. ولو مش قادر تتجاوز، افتكر إنهم فوق، ومش هيحبوا يشوفوك مكسور”.