"سان لوكاس" مطعم معلق فوق الغيوم يروي قصة كوستاريكا في 9 أطباق
في قلب غابات السحب الضبابية في مونتيفردي بكوستاريكا وعلى ارتفاع 10 أمتار فوق سطح الأرض، يقدم مطعم سان لوكاس San Lucas Treetop Dining Experience تجربة طعام فريدة من نوعها عبارة عن قائمة تذوق مكونة من تسعة أطباق مستوحاة من المقاطعات السبع وجزر البلاد ،هذا المطعم الفاخر لا يقدم وجبة فحسب بل يروي قصة وطن كامل عبر كل قضمة حسب تقرير نشر في موقع BBC .
جسر إلى نكهات كوستاريكا
وللوصول إلى المطعم يمر الزوار عبر بوابة خشبية مرتفعة وجسر ضيق يؤدي إلى كابينات زجاجية خاصة تطل على مظلة الغابة، مع مشاهد خلابة تمتد حتى خليج نيكويا وكل كابينة تتسع لطاولة واحدة فقط، مما يضمن تجربة طعام خاصة وغامرة بين ضوء الغروب وألحان الغابة الليلية.
من حقيبة السفر إلى طبقك
يبدأ العشاء بعنصر مفاجئ هو حقيبة سفر جلدية يفتحها النادل ليكشف عن أولى المقبلات ويرافقها “جواز سفر” خاص يعرف الضيوف بالمناطق السبعة التي ستأخذهم الأطباق إليها في رحلة تذوق مدروسة بعناية.
وتتنوع الأطباق بين سيفيتشي التفاح والشايوطة من بونتاريناس، وكروكيت الكينوا مع رغوة جوز الهند من ليمون، وبطاطس مدخنة مغطاة بـ”رماد” بصل من كارتاجو، وصولا إلى نسخة مبتكرة من طبق “كاسادو” الشعبي تمثل العاصمة سان خوسيه.
علم الأعصاب في خدمة الطعم
استعان المؤسسون بخبراء مثل أليخاندرا برينيس، المتخصصة في سلوك المستهلك وعلم أعصاب التجربة الحسية، لضمان تناغم كل تفصيلة من حرارة الطعام إلى الموسيقى المحيطة مع إدراك النكهات “حديقة مغامرات تذوق صغيرة”بحسب وصفها.
من مطبخ الجدات إلى المذاق المعاصر
الشيف خوسيه دانيال هيرنانديز قاد مهمة تطوير الأطباق، متنقلا بين المقاطعات للبحث عن وصفات تقليدية وإعادة تصورها بأسلوب معاصر. يصر على احترام المطبخ المحلي، لكنه يضيف لمسات إبداعية تحافظ على الجوهر وتمنح كل طبق طابع راقي.
تجربة تذوق تنمو من رحم الحفاظ البيئي
تاريخ مونتيفردي غني بالنضال البيئي بعد أن فقدت نصف غاباتها في الثمانينيات، أعادت جهود المجتمع والمحميات الخاصة إحياء المنطقة، مما مهد الطريق لتحولها إلى وجهة سياحية بيئية بارزة واليوم يسير سان لوكاس على نفس الدرب واضع مونتيفردي على خريطة السياحة الذواقة العالمية.
طعام يحكي قصة وطن
قد تكون الوجبة مؤلفة من تسعة أطباق، لكن كل طبق هو فصل من رواية كوستاريكا إنها تجربة تتجاوز المذاق لتلامس الذاكرة والعاطفة وكما قال دييجو فالفيردي، أحد مؤسسي المطعم:“نريد أن يغادر الضيوف ولديهم ارتباط عاطفي حقيقي بكوستاريكا”
