عاجل

أزهري: استغاثة 3 من كبار المحدثين بقبر النبي تبرز فقه التوسل ومقامه الشريف

الدكتور أشرف سعد
الدكتور أشرف سعد الأزهري

أكد الدكتورأشرف سعد الأزهري من علماء الأزهر الشريف، أن رواية استغاثة ثلاثة من كبار أئمة الحديث بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي نقلها الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء، تعد من الوقائع المشهودة التي تبرز عمق محبة العلماء للنبي الكريم ومقامه الشريف في نفوسهم، كما تظهر أن اللجوء إليه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم كان تعبيرا عن التوسل بمحبته ووسيلته إلى الله، لا شركًا ولا خرافة كما يدعي بعض الجاهلين.

رواية صحيحة

وأوضح الدكتور الأزهري أن الإمام الذهبي  وهو من كبار أئمة الجرح والتعديل , روى هذه القصة في السير (جـ16/ ص401) فقال:"روي عن أبي بكر بن أبي علي، قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطبراني، وأبو الشيخ بالمدينة، فضاق بنا الوقت، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر، وقلت: يا رسول الله الجوع، فقال لي الطبراني: اجلس، فإما أن يكون الرزق أو الموت. فقمت أنا وأبو الشيخ، فحضر الباب علوي، ففتحنا له، فإذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير، وقال: شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ رأيته في النوم، فأمرني بحمل شيء إليكم".

حادثة موثقة

وأضاف الدكتور أشرف الأزهري أن هذه الحادثة الموثقة تعد شاهدا على ما كان عليه كبار العلماء والمحدثين من تعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقينهم في شفاعته ومقامه عند الله تعالى، مشيرًا إلى أن أئمة الأمة عبر القرون كانوا يدركون أن زيارة قبره الشريف والتوسل به من أعظم القربات، وأنها ليست خروجًا عن العقيدة الصحيحة، بل امتثالٌ لقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾ [النساء: 64].

 الأدب مع سيد الخلق

وأكد الدكتور أشرف سعد الأزهري  على أن هذه الواقعة لا يمكن أن تفهم إلا في ضوء الأدب مع سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وأنها تمثل درسا في التوسل المشروع والتوجه القلبي الصادق إلى الله عبر أحب خلقه، داعيا إلى قراءة تراث الأئمة بفهم متزن يوازن بين النص والعقيدة، وبين المحبة والاتباع.

تم نسخ الرابط