محمود بسيوني: الإخوان مقاول هدم.. وتهديد دائم لأمن الدولة |فيديو

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، محمود بسيوني، إن جماعة الإخوان الإرهابية لا يمكن وصفها إلا بـ"مقاول هدم" دائم التهديد لاستقرار الدولة المصرية ومؤسساتها الحيوية، مشددًا على أن التنظيم لا يملك مشروعًا وطنيًا بل يعتمد على الإرهاب المنظم كأداة للضغط والتمكين.
وأضاف محمود بسيوني، خلال ظهوره في برنامج برلمان المواطن على قناة المحور، أن "المرحلة التي مرت بها الدولة المصرية بعد 25 يناير 2011 كانت كاشفة بوضوح لحقيقة هذا التنظيم"، مشيرًا إلى أن الوصول المؤقت للإخوان إلى سدة الحكم كشف الغطاء بالكامل عن نواياهم التآمرية ضد الدولة والمجتمع.
السلام الاجتماعي مهدد
وأكد محمود بسيوني أن السلام الاجتماعي هدف أساسي لأي نظام سياسي في العالم، وهو ما يفرض أحيانًا تقديم تنازلات من أجل الحفاظ عليه، لكن التجربة المصرية أثبتت أن التنازلات أمام تنظيمات مثل الإخوان لا تؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى والخراب.
وأوضح محمود بسيوني أن التنظيم استغل لحظات الارتباك السياسي في الدولة ليهدد السلم العام ويستهدف المؤسسات من الداخل، قائلًا: "أنت في لحظة اكتشفت أن هناك من لا يريد لك أن تبقى دولة، بل أن تتحول إلى ولاية في مشروع خلافة وهمي عابر للحدود".
كشف المخطط بعد يناير
وأشار محمود بسيوني إلى أن أكبر انكشاف سياسي حدث بعد ثورة 25 يناير، حين تسللت الجماعة إلى مقاعد الحكم لمدة عام، لكنها فشلت فشلًا ذريعًا في بناء الدولة ونجحت فقط في زعزعة بنيانها، مضيفًا: "لم يحدث في التاريخ الحديث أن وصل الإخوان إلى كرسي الحكم في مصر بهذا الشكل، وكان ذلك بمثابة لحظة فاصلة لكل من الدولة والشعب".
وأوضح محمود بسيوني أن ذلك العام كان كافيًا ليوقن الجميع بأن هذا التنظيم لا يمكن أن يكون شريكًا في بناء الدولة الحديثة، وأنه يحمل مشروعًا بديلًا لهوية الوطن، مشيرًا إلى أن الشعب المصري رفض الانخراط في تلك الخدعة، وقرر تصحيح المسار في 30 يونيو.
دولة مقابل خلافة
لفت محمود بسيوني إلى أن الإخوان لم يدخلوا المعترك السياسي كأطراف مدنية، بل دخلوا بنية القفز على الدولة نفسها، واستبدالها بمشروع الخلافة، مضيفًا: "المواطن المصري لم يعد عندهم له قيمة، بل صار المواطن الإندونيسي أو الباكستاني عندهم أفضل من المواطن المصري، حسب تنظيراتهم المشوهة".
وتابع محمود بسيوني: "كل من لم ينتمِ لفكرهم أو يؤمن بمشروعهم تم تصنيفه كعدو، حتى لو كان مصريًا أصيلًا. كان واضحًا أنهم لا يريدون دولة وطنية مستقلة، بل مجرد ولاية في إطار دولي مهووس بالسلطة والدم".
الدولة كانت مستهدفة
أشار محمود بسيوني إلى أن جماعة الإخوان لا تعمل في إطار سياسي مشروع، بل تستغل المجال العام لفرض أجندات تخريبية تتعارض تمامًا مع ثوابت الدولة والمجتمع، موضحًا أن التنظيم لا يتردد في استخدام العنف والدم لتصفية معارضيه أو الضغط على مؤسسات الدولة.
وأوضح محمود بسيوني أن "الفكرة في جوهرها ليست خلافًا سياسيًا بل صراع وجود؛ فإما دولة وطنية بمؤسسات قوية، أو فوضى باسم الدين يقودها مرشد وتنظيم دولي"، مضيفًا أن كل مرحلة حاولت فيها الدولة استيعاب الجماعة انتهت بدماء وخراب.
تنظيم لا يتعلم
قال محمود بسيوني إن تنظيم الإخوان لم يتغير عبر تاريخه، بل يكرر نفس نمط السلوك العدائي ضد الدولة، متوهمًا أن بإمكانه السيطرة بقوة السلاح أو الفوضى الإعلامية، مؤكدًا أن الجماعة دمرت فرصًا تاريخية لبناء ديمقراطية حقيقية في مصر، وكانت السبب الرئيسي في كثير من القيود السياسية التي فرضت لاحقًا.
وتابع محمود بسيوني: "كل مرة يمنحهم فيها النظام فرصة، يستخدمونها كأداة للهدم والاختراق والتآمر. لا مشروع لهم سوى السيطرة، ولا مستقبل لهم إلا في الظلام"، مشددًا على أن الدولة أصبحت أكثر وعيًا بهذا التهديد، وأن أجهزة الدولة الآن تدرك أن لا مجال للتصالح أو التسامح مع جماعة لا تؤمن بفكرة الدولة أصلاً.
مشهد الحكم الصادم
أوضح محمود بسيوني أن سنة الحكم التي قضتها الجماعة كشفت حقيقتها أمام الجميع، حيث فشلوا في كل الملفات، من الاقتصاد إلى الأمن، مرورًا بالإدارة وحتى العلاقات الخارجية، مؤكدًا أن مصر دخلت نفقًا مظلمًا خلال هذا العام، ولولا انتفاضة الشعب في 30 يونيو، لما خرجت من هذا المصير.
وأضاف محمود بسيوني أن تجربة الحكم كانت "اختطافًا للسلطة وليس تداولًا ديمقراطيًا"، وأن الجماعة أجهضت حلم المصريين في مرحلة انتقال سياسي حقيقي، واستبدلت به نموذجًا قمعيًا مغلفًا بالدين، لكنه لا يعرف سوى الإقصاء والتكفير.
الدولة استعادت توازنها
أكد محمود بسيوني أن ثورة 30 يونيو كانت بمثابة تصحيح لمسار الدولة، ورفض تام لعودة الاستبداد الديني والتنظيمي تحت غطاء الشرعية، مشيرًا إلى أن ما تحقق بعدها من استقرار وإنجازات اقتصادية وأمنية هو أكبر دليل على صواب قرار الشعب.
وأشار محمود بسيوني إلى أن الدولة المصرية واجهت تحديات غير مسبوقة في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية والتنظيمية، ونجحت في استعادة سيادتها على كل مؤسساتها، موضحًا أن استمرار الإخوان في نشر الشائعات وتمويل الفوضى من الخارج لن يغير شيئًا من الواقع.

وعي الشعب الدرع الحقيقي
اختتم محمود بسيوني تصريحاته بالتأكيد على أن وعي الشعب المصري بات هو الدرع الحقيقي في مواجهة هذا التنظيم، وأن مشهد الإقبال الكثيف على انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة أصاب الإخوان بالألم والإحباط، بعد أن فشلوا في تعطيل المسار الديمقراطي.
وذكر محمود بسيوني: "المصري اليوم يعرف جيدًا أن كل تهديد داخلي أو خارجي تقف وراءه جماعات مثل الإخوان.. الشعب رفضهم، والتاريخ أدانهم، والدولة تجاوزت فخهم"، مضيفًا: "الإخوان لن يعودوا، لأن مصر اختارت الطريق الصحيح، دولة مدنية مستقرة تحكمها المؤسسات، لا تنظيمات الإرهاب".