عاجل

محمود بسيوني: الإخوان تاريخ دموي وفكر مسموم يهدد الدولة |فيديو

الكاتب محمود بسيوني
الكاتب محمود بسيوني

أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، محمود بسيوني، أن جماعة الإخوان المسلمين تحمل في تاريخها رصيدًا من الخيانة والانقلاب على الدولة، مشيرًا إلى أن هذا السلوك ليس وليد اللحظة، وإنما ممتد منذ الخمسينيات وحتى الآن.

وقال محمود بسيوني، خلال لقائه في برنامج برلمان المواطن على قناة المحور إن جماعة الإخوان "ليست إلا تنظيمًا وظيفيًا مهمته الأساسية ضرب استقرار الدول"، وليس كما تحاول الترويج لنفسها كتيار سياسي.

الدولة تقاوم المؤامرة

وأوضح محمود بسيوني أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فوجئ في عام 1954 بمحاولة اغتياله من قِبَل الإخوان، رغم منحهم فرصة المشاركة السياسية عقب ثورة يوليو، مضيفًا أن الجماعة طالبت بعشرة وزارات ومقاعد بلجنة صياغة الدستور، ثم انقلبت على الدولة عندما لم تُلبَ طموحاتها.

أشار محمود بسيوني إلى أن تلك المحاولة الفاشلة لاغتيال عبد الناصر دفعت الدولة إلى فرض قوانين الطوارئ واتخاذ إجراءات صارمة لحماية مؤسساتها ومواطنيها، قائًلا: “ما فعله النظام وقتها لم يكن قمعًا للسياسة كما يزعم البعض، بل ضرورة فرضها الواقع نتيجة خيانة الإخوان للدولة والشعب”.

ثمن يدفعه الجميع

وأضاف محمود بسيوني أن التجربة تكررت مرة أخرى عام 1965، حين قرر عبد الناصر منح الإخوان فرصة أخرى للعودة إلى الحياة العامة، لكن الجماعة استغلت الموقف لتكوين تنظيم سري جديد عُرف باسم "تنظيم 65"، والذي كشف عن وجهه الدموي وأجندته السرية، مما استوجب تدخل الدولة مجددًا لحماية المجتمع.

قال محمود بسيوني إن كل مرة تفتح الدولة فيها صفحة جديدة مع الإخوان، يكون الثمن هو تعطيل الحياة السياسية بالكامل، موضحًا أن القوى المدنية الحقيقية والمواطنين البسطاء هم من يدفعون فاتورة تلك المغامرات المتكررة.

السادات ضحية الخداع

وأضاف محمود بسيوني: "الضحية الحقيقية ليست الإخوان، بل القوى الوطنية التي تسعى لبناء مسار ديمقراطي حقيقي. فكلما حاولت الدولة منحهم فرصة، قاموا بمحاولة انقضاض جديدة". وأكد أن تلك الدورة المؤلمة من العفو والانقلاب هي ما قيدت نمو السياسة الطبيعية في مصر لعقود.

تطرق محمود بسيوني إلى فترة الرئيس الراحل أنور السادات، الذي حاول احتواء جماعة الإخوان عقب توليه الحكم، حيث قام بالإفراج عن عناصرها، ومنحهم تعويضات مالية، وأعادهم إلى وظائفهم، بل وشجعهم على دخول النقابات والجامعات، قائًلا: "السادات اعتقد أنه يمكنه ترويض الجماعة وتحويلها إلى شريك سياسي طبيعي".

اغتيال بعد التسامح

لكن الواقع أثبت العكس، فبحسب محمود بسيوني، "فوجئ السادات عام 1974 بمحاولة انقلابية خططت لها الجماعة عبر ما عُرف بحادثة الفنية العسكرية، وكان من بين المتورطين القيادية زينب الغزالي"، مشيرًا إلى أن ذلك الحدث شكّل صدمة للرئيس الذي كان يظن أنه قد طوى صفحة الخيانة.

قال محمود بسيوني إن السادات دفع حياته ثمنًا لتسامحه مع الإخوان، مشيرًا إلى أنهم لم يكتفوا بمحاولة الانقلاب العسكري، بل ظلوا يُمهّدون لاغتياله حتى تحقق ذلك بالفعل عام 1981، مضيفًا: "قبل استشهاده بأيام، وقف السادات تحت قبة البرلمان وقال بوضوح: أنا غلطت.. كنت فاكر إن الإخوان ممكن يتغيروا".

ذاكرة دم ومؤامرة

وأكد محمود بسيوني أن تلك اللحظة كانت كاشفة، فالرئيس الذي خرج منتصرًا من حرب أكتوبر، وأعاد الإخوان إلى الحياة، وقاد مسار السلام، وجد نفسه في النهاية ضحية طعنات الغدر ممن أعاد لهم الشرعية.

أكد محمود بسيوني أن تاريخ الإخوان قائم على العنف، والانتهازية السياسية، والتمكين العقائدي، وليس على المشاركة أو التعددية، مشيرًا إلى أن الجماعة لا تؤمن بالدولة الوطنية، بل تسعى إلى دولة المرشد التي تتجاوز حدود الجغرافيا والسيادة.

منطق "المؤامرة أولًا"

وأوضح محمود بسيوني أن من يتتبع المسيرة منذ عهد الملكية وحتى 2012 سيجد أن الإخوان لم يتخلوا أبدًا عن منطق "المؤامرة أولًا"، سواء باغتيالات سياسية، أو تخطيط لانقلابات، أو تحالفات مشبوهة، وأن كل فشلهم يُحاولون تغطيته بخطاب مظلومية زائف.

أوضح محمود بسيوني أن الجماعة دائمًا ما تلجأ إلى خطاب المظلومية لتبرير جرائمها وسلوكها الدموي، سواءً بالقول إنها "مضطهدة"، أو بأنها "دفعت ثمن موقفها"، في حين أن كل الشواهد تؤكد أن الدولة هي من دفعت الثمن، وأنها أعطت فرصًا متكررة للمصالحة.

خطاب المظلومية الزائف

وأضاف محمود بسيوني: "في كل مرة تفك الدولة الطوارئ وتعيد دمجهم، يتحول المشهد إلى كارثة جديدة. لذلك، لم يعد من المقبول أن نستمر في الدوران داخل نفس الدائرة المغلقة من التسامح والخيانة".

دعا محمود بسيوني إلى بناء مستقبل سياسي يقوم على تحصين الدولة من التنظيمات العقائدية التي لا تؤمن بالوطن، مشيرًا إلى أن تمكين الإخوان مجددًا سيكون خطأ استراتيجيًا لا يقل خطرًا عن أي عدوان خارجي.

تحصين المستقبل السياسي

وقال محمود بسيوني: "إذا كنا نؤمن بالدولة، فلابد من حمايتها من الداخل أولًا. الإخوان لا يجب أن يكونوا جزءًا من أي معادلة ديمقراطية، لأنهم لا يعترفون أصلًا بها كمنهج. وجودهم في السياسة يُعيدنا إلى مربع الصفر".

اختتم محمود بسيوني تصريحاته بالتأكيد على أن معركة مصر مع جماعة الإخوان لن تكون قصيرة أو سهلة، لأنها معركة ضد فكر متجذر، وتنظيم عابر للحدود، مشيرًا إلى أن النصر فيها يتطلب وعيًا شعبيًا، وحسمًا قانونيًا، ومنظومة سياسية حصينة.

انتخابات مجلس الشيوخ 
انتخابات مجلس الشيوخ 

المعركة مستمرة

وقال محمود بسيوني: "علينا أن نُدرك أن بقاء الدولة مرتبط بقدرتها على مواجهة هذا النوع من التهديدات، ليس بالقمع، بل بالوعي والمؤسسات والمحاسبة الإخوان ليست مجرد فصيل، بل مشروع لإعادة هندسة الدولة على مقاس المرشد، وهذا ما لن يُسمح به مرة أخرى".

تم نسخ الرابط