عاجل

محمود بسيوني: إقبال المصريين على انتخابات الشيوخ أصاب الإخوان بالألم |فيديو

الكاتب محمود بسيوني
الكاتب محمود بسيوني

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، محمود بسيوني، إن المشهد العام في مصر خلال انتخابات مجلس الشيوخ 2025 يعكس حالة نضج سياسي لدى المواطنين، ويدل على إدراك عميق لطبيعة المخاطر التي تهدد الدولة في محيط إقليمي ملتهب.

وأكد أن الشعب المصري يرفض الانزلاق إلى مصير مشابه لما حدث في دول مثل سوريا، حيث انتهت الأمور إلى دمار واسع وانهيار تام لمؤسسات الدولة.

وأوضح محمود بسيوني ، خلال لقائه في برنامج برلمان المواطن على قناة المحور، أن الوعي الجمعي للمصريين، إضافة إلى متانة مؤسسات الدولة ورشادة القيادة السياسية، كانت العوامل الحاسمة في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني، رغم كل التحديات والتشويش ومحاولات بث الفوضى.

قرار لا يهتز

وأضاف محمود بسيوني أن قدرة الدولة المصرية على تنظيم الانتخابات رغم الظروف الإقليمية الصعبة تؤكد قوة القرار السياسي، وحرص القيادة على الالتزام بالاستحقاقات الدستورية دون تراجع أو تردد، مشيرًا إلى أن هذا الموقف الراسخ لم يكن سهلًا، خاصة في ظل سعي قوى داخلية وخارجية لتعطيل أي عملية ديمقراطية في البلاد.

ولفت محمود بسيوني إلى أن الدولة لم تلتفت لمحاولات الإرباك، بل مضت في طريقها نحو تنظيم انتخابات شفافة ومنضبطة، ما عكس مشهدًا حضاريًا أمام العالم، وأثبت أن مصر قادرة على حماية مؤسساتها واستكمال بناء جمهوريتها الجديدة.

إقبال يُربك الأعداء

في تحليله لانعكاسات المشهد الانتخابي على جماعة الإخوان، قال محمود بسيوني إن الإقبال الشعبي على صناديق الاقتراع شكّل صدمة عنيفة للتنظيم ومن يموله، مضيفًا أن ما جرى يمثل "مشهدًا مؤلمًا جدًا" للتنظيم الذي بذل جهودًا حثيثة خلال الأسابيع الماضية لإفساد العملية الانتخابية.

وأشار محمود بسيوني إلى أن الإخوان راهنوا على فتور الشارع، واستثمروا في نشر الشائعات والفيديوهات المفبركة، ومحاولات تحريضية عبر منصات التواصل الاجتماعي، بل وصل الأمر إلى تنظيم مظاهرات أمام بعض السفارات الخارجية لتشويه صورة مصر في الخارج لكن، على حد تعبيره، "جاء الرد من الداخل .. من المواطن المصري الذي توجه إلى لجنته الانتخابية وأدلى بصوته".

سقوط خطاب التحريض

وأوضح محمود بسيوني أن نجاح الدولة في تنظيم الانتخابات أسقط بالكامل خطاب التحريض الذي حاولت جماعة الإخوان تصديره، مشيرًا إلى أن التنظيم فشل في تحقيق أهدافه، بل وتحول إلى كيان مكشوف أمام الرأي العام.

وقال محمود بسيوني: "كل أدوات التنظيم الإرهابية والإعلامية تحطمت على صخرة المشاركة الشعبية، وكل محاولات التشكيك لم تجد صدى، لأن المواطن المصري بات يعرف جيدًا ما الذي يريدون به وطنه"، مؤكدًا أن ما حدث يمثل "جلاءً سياسيًا واضحًا" لتلك القوى، التي أصبحت مكشوفة حتى أمام داعميها.

تنظيم بلا قاعدة

أكد محمود بسيوني أن تنظيم الإخوان لم يعد يملك قاعدة شعبية حقيقية داخل مصر، وأن كل ما يقوم به اليوم ما هو إلا "محاولات خارجية للنفخ في جسد ميت"، موضحًا أن المصريين باتوا يدركون جيدًا أن هذه الجماعة لم تقدم يومًا نموذجًا سياسيًا أو تنمويًا، بل كانت دومًا معول هدم وخطرًا على الدولة الوطنية.

وأضاف محمود بسيوني: "ما رأيناه من حالة الحشد الشعبي للمشاركة، خاصة في ظل حرارة الطقس وفي ساعات مبكرة من اليوم، يعكس إصرارًا شعبيًا على إفشال مخططات هذه الجماعة، وقطع الطريق أمام محاولاتها للعودة إلى المشهد بأي شكل من الأشكال".

سقوط مشروع التمكين

لفت محمود بسيوني إلى أن الإخوان كانوا يعتبرون المشاركة الشعبية الواسعة عدوهم الأول، لأن مشروعهم قائم على تهميش المجتمع وتكفير المؤسسات، وتحقيق التمكين عبر الفوضى وليس الصندوق، قائًلا: "المشاركة الانتخابية تعني أن المواطن يملك قراره، وأن الدولة قادرة على تنظيم عملية ديمقراطية مستقلة، وهذا ما يتعارض تمامًا مع فكر التنظيم".

وأشار محمود بسيوني إلى أن اللحظة الحالية تكشف حقيقة التنظيم أمام الأجيال الجديدة، التي لم تعد تُخدع بخطاب الشعارات، بل تقيّم الأمور بالوقائع والنتائج، مؤكدًا أن فكرة "الأخونة السياسية" أصبحت من الماضي، والمجتمع المصري لفظها بشكل نهائي.

المصريون هم البطل

شدّد محمود بسيوني على أن المواطن المصري هو البطل الحقيقي في هذا المشهد الانتخابي، لأنه لم يكتفِ بالفرجة على ما يُحاك ضد وطنه، بل اختار أن يكون جزءًا من صناعة القرار، وداعمًا لمؤسسات دولته في مواجهة المؤامرات.

وأضاف محمود بسيوني أن الرسالة التي وجهها المواطن المصري بتنقله إلى لجنته الانتخابية أقوى بكثير من أي بيان أو تصريح سياسي، لأنها رسالة من الواقع تؤكد أن الشعب المصري يعي جيدًا خطورة المرحلة، ويتمسك باستقرار وطنه مهما كانت التحديات.

فشل تعبئة الخيانة

قال محمود بسيوني إن كل محاولات التحريض التي اعتمدت على منصات الإخوان وشبكات تمويلهم الإعلامي باءت بالفشل الذريع، مشيرًا إلى أن هذه الجماعة حاولت تعبئة الرأي العام ضد الدولة باستخدام سلاح الشائعات والتضليل، لكن الوعي الشعبي كان أكبر من تلك المحاولات.

وأوضح محمود بسيوني أن مشهد المصريين المتوافدين على لجانهم كان صادمًا للجماعة، وأربك حسابات من يُمولهم في الخارج، قائًلا: "لقد أرادوا أن يُعطلوا مسارًا دستوريًا فوجدوا الشعب يدافع عنه، وأرادوا أن يُطفئوا نور الدولة فوجدوا المواطن يشعله".

انتخابات مجلس الشيوخ 
انتخابات مجلس الشيوخ 

النصر بالوعي

اختتم محمود بسيوني تصريحاته بالتأكيد على أن انتصار مصر في هذه المرحلة لا يُقاس فقط بنتائج الانتخابات، بل بمستوى الوعي الذي أبداه الشعب، والرسائل القوية التي وجهها للعالم. وقال إن هذا الوعي الشعبي يُعد أقوى درع في مواجهة الفكر المتطرف، ومحاولات الاختراق العقائدي والسياسي.

وأضاف محمود بسيوني: "مصر لا تنتصر بالسلاح فقط، بل تنتصر حين يصطف شعبها حول دولته، ويتمسك بمؤسساتها، ويرفض محاولات جرّها إلى المجهول. هذا ما رأيناه في مشهد انتخابات مجلس الشيوخ، وسنراه مجددًا في كل استحقاق قادم".

تم نسخ الرابط