أحمد الخطيب: انتخابات الشيوخ نموذج للدولة المنضبطة في إقليم مضطرب | فيديو

أشاد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أحمد الخطيب بسير العملية الانتخابية لمجلس الشيوخ 2025، مؤكدًا أن الدولة المصرية نجحت في تنظيم انتخابات هادئة ومنضبطة وآمنة رغم ما تشهده المنطقة من اضطرابات غير مسبوقة، قائًلا: "المشهد السياسي في مصر يثبت مرة جديدة أن الدولة باتت تملك مؤسسات قادرة على إدارة الاستحقاقات الكبرى باحترافية".
وأضاف أحمد الخطيب، خلال لقائه ببرنامج برلمان المواطن على قناة المحور، أن الانتخابات جرت دون تسجيل خروقات أو أزمات، سواء على مستوى الأمن أو التنظيم أو حتى المشهد الإعلامي، وهو ما يعكس بحسب وصفه "صورة متكاملة لإدارة سياسية ناضجة".
طبيعة مختلفة للشيوخ
تحدث أحمد الخطيب عن الطبيعة الخاصة لمجلس الشيوخ مقارنة بمجلس النواب، مشيرًا إلى أن الأخير يتمتع عادةً بصخب سياسي وتنافس شرس بين المرشحين، في حين أن مجلس الشيوخ يحمل طابعًا فنيًا وأكاديميًا، حيث يضم نخبة من العلماء والخبراء والمتخصصين.
وأوضح أحمد الخطيب أن المنافسة على مقاعد مجلس الشيوخ عادةً ما تكون أقل حدة، سواء على مستوى المرشحين أو حتى جمهور الناخبين، مؤكدًا أن الناخبين يدركون طبيعة المجلس وأدواره، وبالتالي يغلب على المشهد طابع الهدوء والاحترام، دون أن يفقد الانتخابات أهميتها في المسار السياسي.
الأداء الأمني منضبط
أثنى أحمد الخطيب على الأداء الأمني والتنظيمي لوزارة الداخلية، مشيرًا إلى أن أجهزة الدولة أدت مهامها على أكمل وجه دون أن تُخل بواجباتها اليومية الأخرى، قائًلا: "رأينا انتشارًا أمنيًا على مستوى الجمهورية لتأمين العملية الانتخابية، وفي نفس الوقت كانت الوزارة تتعامل مع قضايا أخرى مثل ملف البلوجرز".
وأضاف أحمد الخطيب أن الداخلية نجحت في رفع شعبيتها مؤخرًا بفضل تعاملها مع الملفات الشائكة، وفي الوقت ذاته استطاعت تأمين الانتخابات بسلاسة. واعتبر ذلك دليلاً على وجود "إدارة محترفة جدًا" تعمل وفق خطط واضحة ومؤسسية.
تنسيق شامل ومحترف
أكد أحمد الخطيب أن الصورة العامة للانتخابات كانت منضبطة، ليس فقط أمنيًا، بل أيضًا من حيث الأداء الإعلامي والتنفيذي، مشيرًا إلى أن التغطية الإعلامية اتسمت بالهدوء والمهنية، كما أن الحكومة التزمت بأعلى درجات الشفافية والانضباط في إدارة العملية الانتخابية.
وأضاف أحمد الخطيب أن "مصر بلد ضخم، يمتد جغرافيًا وسكانيًا، ومع ذلك استطاعت الدولة نشر لجان اقتراع في مختلف المحافظات والمناطق العمرانية الجديدة"، لافتًا إلى أن هذا يتطلب قدرة تنظيمية ضخمة وتنسيقًا محكمًا بين مختلف الجهات.
توسعات عمرانية وانتخابية
لفت أحمد الخطيب إلى أن السنوات الأخيرة شهدت توسعات عمرانية كبيرة، ما استلزم بطبيعة الحال زيادة عدد اللجان الانتخابية وتطوير البنية التحتية اللازمة لإجراء انتخابات فعالة، قائًلا: "لو قارنا عدد اللجان في 2018 أو حتى في انتخابات 2020، سنجد أن العدد تضاعف، سواء بسبب الكثافة السكانية أو بسبب المدن الجديدة".
وأشار أحمد الخطيب إلى أن ذلك يضع عبئًا إضافيًا على مؤسسات الدولة، خاصة الأمن واللوجستيات، ومع ذلك، لم تُسجل أي تجاوزات أو مشكلات لوجستية في يوم التصويت.
انعدام المخالفات الانتخابية
أكد أحمد الخطيب أن من خلال متابعته الإعلامية، لم يتم تسجيل أي خرق أو مخالفة واحدة خلال اليوم الانتخابي الأول، سواء داخل اللجان أو في محيطها، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس وعيًا انتخابيًا لدى المواطنين، فضلًا عن انضباط الأجهزة التنفيذية.
وأضاف أحمد الخطيب: "حتى نحن كصحفيين، لم نضبط أي خروقات أو تجاوزات تذكر، وهذه سابقة إيجابية تعكس حالة من النضج السياسي والمؤسسي لدى الدولة والمجتمع على حد سواء".
الحضور والتوقيت والمناخ
أوضح أحمد الخطيب أن الكثافة التصويتية شهدت ذروتها خلال ساعات الصباح الباكر، رغم حرارة الجو، خصوصًا في ظل ظروف شهر أغسطس، وهو ما يؤكد إقبال المواطنين على المشاركة رغم العوامل المناخية.
وأكد أحمد الخطيب أن الصورة العامة أمام اللجان كانت إيجابية في الساعات الأولى، وأن الناخبين كانوا ملتزمين ومتحمسين للمشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري الهام.
في قلب منطقة مشتعلة
ركّز أحمد الخطيب على البعد الإقليمي، معتبرًا أن إجراء انتخابات بهذه السلاسة في قلب أكثر مناطق العالم اضطرابًا هو إنجاز بحد ذاته. وقال إن الشرق الأوسط هو الإقليم الأكثر توترًا من الناحية السياسية والأمنية، ومع ذلك تنجح مصر في الحفاظ على مسارها السياسي والديمقراطي.
وأكد أحمد الخطيب أن هذه الانتخابات تُعد دليلًا إضافيًا على صلابة الدولة المصرية واستقرار مؤسساتها، رغم محاولات التشويه أو المقارنات المغلوطة التي تُساق أحيانًا في الخطاب الإعلامي المعارض.
الأحزاب والمعارضة هادئة
لفت أحمد الخطيب إلى أن اللافت في مشهد انتخابات مجلس الشيوخ هذا العام، هو غياب الجدل السياسي المعتاد أو الحملات المثيرة من قِبل المعارضة، مشيرًا إلى أن حتى الأحزاب المعارضة مارست دورها بهدوء ودون تشنجات أو استقطاب.
واعتبر أحمد الخطيب ذلك أمرًا صحيًا، يدل على تقدّم الخطاب السياسي في مصر نحو مساحات أكثر عقلانية وهدوءًا، مؤكدًا أن الانتخابات لم تشهد صدامات أو دعوات لمقاطعة، بل سارت بشكل طبيعي ومُنظَّم.
الدولة العملاقة
أشار أحمد الخطيب إلى أن الدولة المصرية ليست فقط ضخمة بحجمها الجغرافي أو الكتلة السكانية، بل أيضًا بحجم التحديات والواجبات التي تتحملها. وقال إن قدرة الدولة على إدارة استحقاق انتخابي بهذا الحجم، تزامنًا مع مهامها الأمنية والتنموية الأخرى، يثبت أنها دولة "عملاقة" بالفعل.
وشدّد أحمد الخطيب على أن هذه القدرات لا تأتي من فراغ، بل من وجود رؤية سياسية متكاملة، وإرادة مؤسسية تدير المشهد بحكمة وتخطيط استراتيجي.

تجربة تستحق التقدير
اختتم أحمد الخطيب تصريحاته بالتأكيد على أن الانتخابات الحالية تُعد واحدة من أكثر الاستحقاقات التنظيمية نجاحًا في السنوات الأخيرة، ليس فقط لأنها جرت بسلام، بل لأنها عكست صورة ناضجة عن العلاقة بين المواطن والدولة.
وذكر أحمد الخطيب إن الديمقراطية المصرية تسير بخطى واثقة، وإن المشهد الانتخابي كان بمثابة رسالة سياسية للعالم مفادها: "مصر قادرة على تثبيت أركانها وسط بحر من التوترات، ولن تنجرف نحو الفوضى مهما اشتدت التحديات".